تمر اليوم ذكرى رحيل الخليفة الأول أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، إذ رحل فى 23 أغسطس عام 643 ميلادية وهو صديق رسول الله ورفيق رحلته، استمرَّتْ فترة خلافة أبى بكر الصديق فى المسلمين قرابة سنتين وثلاثة أشهر تقريبًا.
ووردت فى أسباب وفاة أبى بكر الصديق العديد من الروايات، واختلف أصحاب السيرة فى سبب وفاته، منهم من قال إن السم هو سبب وفاة أبى بكر الصديق، ووردَ ذلك فى كتاب "الرياض النضرة" للمحب الطبرى وكتاب "الإصابة" للحافظ ابن حجر وغيرهم.
وروى ابن شهاب أنَّ الخليفة أبا بكر الصديق والطبيب المعروف الحارث بن كلدة قد أكلا شيئًا كان قد أهدى إليهما، لكنَّ الحارث انتبه لذلك فقال لأبى بكر الصديق، "ارفع يدكَ يا خليفةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والله إنَّ فيها لسمُّ سنةٍ، وأنا وأنتَ نموتُ فى يومٍ واحد، فرفعَ يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا فى يومٍ واحدٍ عند انقضاء السنة".
وأخرجَ الحاكم وسيف عن ابن عمر أنَّه قال: "كان سببَ موتِ أبى بكر وفاةُ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم - كمد مازال جسده يضوى حتى مات" أى منذُ وفاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أصابَ أبو بكر الصديق كمدٌ وضيقٌ ومازال جسمه ينقصُ ويضعفُ حتى مات وكان ذلك من أسباب وفاة أبى بكر الصديق كما وردَ عن ابن عمر -رضى الله عنه.
ويقول العقاد فى كتابه عبقرية الصديق "قيل: إنه مات بالسم فى أكلة أكلها قبل عام من وفاته، وليس لهذا القول مرجع يميل الباحث إلى تصديقه.
وقيل: إنه مات بالحمى؛ لأنه استحم فى يوم بارد، وقد مات فى شهر قائظ، كما يظهر من مضاهاة الشهور العربية على الشهور الشمسية، فليس لهذا القول سند صحيح.
وأغلب الظن أنها حمى المستنقعات (الملاريا) التى أصيب بها بعد الهجرة إلى المدينة، ثم عاودته فى أوانها مرة أخرى وهو شيخ ضعيف، فجددت الإصابة الثانية عقابيل الإصابة الأولى، وانتهت حياة بلغت نهايتها فى حيز الجسد، وفى حيز المجد، وفى حيز التاريخ.