تمثل سجون بريطانيا قنبلة موقوتة لنشر التطرف والتخطيط للهجمات البريطانية، بشكل يمثل ضرورة ملحة لمعالجتها من قبل السلطات البريطانية قبل أن تنفجر فى أى لحظة.
فقد حذرت سلطات لمراقبة الإرهاب من تراخى السجون إزاء التعامل مع المتطرفين، وقال إن الإرهابيين المدانين لا يتم ملاحقتهم قضائيا لقيامهم بدفع زملائهم فى السجون نحو التطرف، كما يتم التشجيع على التطرف خلف القضبان.
وقال جوناثان هولن المحقق المستقل فى قانون الإرهاب، والمعين من قبل وزارة الأمن الداخلى البريطانية، إنه كان هناك زيادة مقلقة فى الصلات بين السجون والهجمات الإرهابية، ولا يواجه المهاجمون عقوبات مناسبة لوجود مواد متطرفة بحوزتهم والدعوة إلى التطرف والتحريض على العنف.
وقال هول لصحيفة التايمز البريطانية إنه كان هناك تحذيرات ثابتة فى السنوات الأخيرة من الهجمات الإرهابية ضد ضباط السجون وعدد متزايد من الأفراد الذين ربما تشكلت نواياهم الإرهابية فى السجن تحت تأثير سجناء إرهابيين بارزين. وأضاف أنه لو تواجد الإرهاب فى السجون فيجب التعامل معه، فنحن بحاجة إلى فحص دقيق لكيفية عمل السجون لاحتواء الإرهاب أو كيف أنها تجشع عليه.
وتقول التايمز إن خيرى سعدالله، البالغ من العمر 26 عاما، والذى حكم عليه بالسجن مدى الحياة هذا الشهر لقتله ثلاث رجال فى حديقة العام الماضى الماضى، كان قد صادق واعظا متشددا أثناء قضائه عقوبة سابقة. كما أن هناك هجمات تم تنفيذها من قبل السجناء الإرهابيين الذين تم إطلاق سراحهم فى مناطق أخرى.
كما نفذ إرهابيون مدانون هجمات في السجون. ففي العام الماضي ، أدين برستوم زياماني الذي يقضي بالفعل عقوبة بالسجن لمدة 22 عامًا بتهمة التآمر لقتل في عام 2015 ، بمحاولة قتل أخرى لمحاولته ضرب ضابط سجن حتى الموت.
وهذا الشهر أيضا، اتهم ثلاثة إرهابيين مدانين بينهما هاشم عبيدي الذي ساعد شقيقه الأكبر سلمان في تنفيذ هجوم انتحاري في مانشستر أرينا العام الماضى، بشن هجوم على ضابط سجن. وقالت شرطة العاصمة إن هذا لا علاقة له بالإرهاب.
ومن جانبها، كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير خاص لها أن المتهمين بارتكاب جرائم الإرهاب لا يتم محاسبتهم على جرائم ومخالفات يرتكبونها في السجن، بما في ذلك صناعة الأسلحة وتمجيد الإرهاب.
وفي سبتمبر الماضي، قال جوناثان هول إن الفرص تضيع لتأخير الإفراج عن السجناء الخطرين أو سجنهم لارتكابهم جرائم جديدة. ووجد هول فى تقريره فى هذا الوقت أن عدم التعامل مع التقارير حول الجرائم المحتملة في السجن يتسبب في "ضياع الفرص لتقليل المخاطر".
وتشمل الجرائم التي لم تتم مقاضاة مرتكبيها ، صناعة أسلحة محلية الصنع ، وتمجيد الإرهاب ، ونشر مواد متطرفة ، وحيازة هواتف غير مشروعة.
وأشار هول إلى أن هناك حالات يقترب فيها الأشخاص من نهاية مدة عقوبتهم ، حيث يوجد قلق شديد بشأن المخاطر التي يمثلونها. وإحدى طرق إبقائهم في السجن لفترة أطول هي مقاضاتهم على جريمة جديدة ، إذا حدثت في السجن".
وقال إنه "علم" أن الأمور التي كان من الممكن التحقيق فيها ومقاضاة مرتكبيها إذا حدثت خارج السجن، ولم تتم معالجتها بنفس الشكل إذا حدثت في الداخل.
قال ضابط سجن يعمل في منشأة شديد الحراسة لصحيفة إندبندنت إنه يوافق على التقييم ، مضيفًا: "هذا هو الحال إلى حد كبير في أي مكان. يتعلق الأمر بنقص الخبرة مع الموظفين فضلا عن أنهم يريدون الحفاظ على غطاء على ما يحدث في سجونهم".