خطر جديد يدق أبواب الصعيد، يتمثل فى مخدر "الشابو" أو الكريستال ميث أو الأيس، والذى يتمّ استخراجه من مادة "الميثامفيتامين" المنشطة للجهاز العصبي، حيث أصبح متداولا هذه الأيام نتيجة سرعة انتشاره وارتباطه بعدد من الجرائم مؤخرا.
ذلك المخدر والذى أصبح منتشراً بالصعيد وخاصة في محافظتي سوهاج وقنا، يعد من أخطر أنواع المخدرات بل أكثرها فتكا بضحاياه، نظرا لسهولة تحضيره وسرعة إدمانه والاستمرارية في تعاطيه دون توقف، فمجرد أخد جرعة واحدة منه تصبح أسيراً له سواء عن طريق حرقه واستنشاقه أو من خلال الحقن.
كما أنه يدمر الجهاز العصبى لمتعاطيه، ويسرع من نبضات القلب والصعوبة فى التنفس والتي غالباً ما تؤدى بصاحبها إلى الوفاة، كما يتسبب فى فقدان الشهية وتقليل الرغبة فى النوم، بل أن المتعاطي له قد يظل 4 أيام دون نوم، بالإضافة إلى الاكتئاب والأرق والقلق والشعور بالخوف، وفقدان الثقة فى كل من حوله.
وفى إحدى المرات صادفت بعض من وقعوا فريسة لذلك السم القاتل، وكيف أثر عليهم ودمر حياتهم الأسرية والعائلية، فمنهم من وجدت وجهه شاحبا، وعيونه يكسوها السواد، ومنهم من فقد كثيرا من وزنه حتى تحول إلى ما يشبه الهيكل العظمى، ومنهم من لم يقدر على الكلام بل بالكاد يستطيع إنهاء جملة واحدة أثناء حديثه.
والأدهى من ذلك أن خطر مخدر الشابو لا يلحق ضرره بمتعاطيه فقط، بل بالمحيطين به كذلك، نظراً لتأثيره على سلوكيات المدمن وأفعاله، ما يدفعه فى بعض الحالات لانتهاج سلوك عدواني تجاه من يصادفه، أو يلجأ للسرقة من أجل توفير المال اللازم لشرائه.
ويعد العاطلين عن العمل من أكثر ضحايا ذلك المخدر السام، يليهم الشباب المراهق، ممن يقع ضحية حب الاستطلاع أو التفاخر بتجربة مثل تلك الأشياء القاتلة.
ولا ننكر جهود وزارة الداخلية المبذولة والمستمرة في التصدي لظاهرة المخدرات والقضاء عليها بكل السبل الممكنة، إلا أن ظاهرة مخدر الشابو والذى ظهر حديثاً يتطلب جهودا أكثر لمواجهته وتجفيف منابعه، والضرب بيد من حديد على كل من يساهم في انتشاره وترويجه.
ومواجهة هذا الخطر ليس مسؤولية الدولة والحكومة فحسب، بل يجب على الإعلام والشيوخ ووجهاء القرى والمراكز أن يكون لهم دور فعال فى توعية المجتمع من مخاطر ذلك المخدر وغيره من المخدرات الأخرى، عبر القنوات التليفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعى وداخل المساجد أو في المناسبات المختلفة.
وعلى الأباء والأمهات ضرورة متابعة أبنائهم باستمرار قبل أن يقعوا ضحية لتلك السموم وتوجيه النصائح لهم بخطورة المخدرات وما تسببه من خسائر جسيمة لضحاياها.
أما بالنسبة لمن وقعوا فى شراك مخدر الشابو أو غيره من المخدرات الأخرى، فهنا يتطلب من الأهل مساعدة أبنائهم قدر المستطاع من خلال حثهم على ضرورة الذهاب إلى أقرب مصحة للعلاج والتخلص من تلك السموم التى لحقت بهم.
وختاماً، نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وشبابنا من كل سوء ومكروه..