المتحف البريطانى الذى يقع فى مدينة لندن فى حى كامدن، يعد واحدًا من أشهر المتاحف العالم، والذى تم افتتاحه في مثل هذا اليوم 15 يناير من عام 1759، واكتسب المتحف شهرته كونه يضم نحو 8 ملايين عمل فنى من بين الأكبر والأكثر شمولاً فى العالم، ويحتوى المتحف على مقتنيات مهمة فى علم الآثار والإثنوغرافيا وتم تصميم مبنى المتحف على الطراز اليونانى بواسطة السير روبرت سميرك، ومن بين ما يضمنه المتحف بردية "آنى" وهى أشهر البرديات التى تحتوى على كتاب الموتى الفرعونى الشهير بتعاويذه التى تنتصر للحياة وتقهر الموت وتؤهل للتمتع بحياة أبدية ليس من ورائها فناء.
وبردية آنى مخطوطة من ورق البردى على شكل مكتوب ومصور عليها حروف هيروغليفية ورسوم توضيحية ملونة، وترجع إلى عام 1250 قبل الميلاد، أى من عصر الأسرة التاسعة عشرة فى عصر الدولة الحديثة فى مصر القديمة.
فقد جمع المصريون القدماء كتابًا عبارة عن مجموعة من التعاويذ الحامية، كى يصاحب ذلك الكتاب الأفراد عند وفاتهم، يدعى كتاب "الخروج إلى النهار"، أو المعروف أكثر باسم "كتاب الموتى"، والذى كان يحتوى عادةً على عبارات وتعاويذ لمساعدة المتوفى فى حياته الآخرة، وبردية آنى هى المخطوطة التى جمعت لكاتب طيبة المدعو آنى.
ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إنه تم اكتشاف المخطوطة فى الأقصر عام 1888 ميلادية من قبل بعض المصريين الذين كانوا يتاجرون آنذاك فى الآثار بشكل غير مشروع، وحصل عليها السير البريطانى إى أيه واليس بدج، كما أوضح فى سيرته الذاتية المعروفة باسم "عن طريق النيل ودجلة"، وبعد وقت قصير من رؤية "بدج" للبردية لأول مرة، ألقت الشرطة المصرية القبض على العديد من تجار الآثار وأغلقت منازلهم، وكان أحد هذه المنازل يحتوى أشياء اشتراها "بدج" من التجار.
وقام بدج بتشتيت انتباه الحراس من خلال تقديم وجبة لهم، بينما كان السكان المحليون يحفرون نفقًا تحت جدران المنزل لاستعادة الأشياء، بما فى ذلك بردية آن، وتم تخزين أوراق البردى والأشياء الأخرى التى حصل عليها بدج فى عدة صناديق مخصصة من الصفيح، ثم تم تهريبها إلى أمين المكتبة فى المتحف البريطانى فى لندن، وبعد ذلك، دفع بدج "مكافأة" قدرها 150 جنيهًا استرلينيًا من وزارة الخزانة البريطانية نيابة عن المتحف البريطانى للحصول على البردية.
بردية آنى