فى عددها الصادر لهذا الشهر مارس 2022، احتفت مجلة "الثقافة الجديدة" بمسيرة المبدع الراحل كامل عيد، الذى توفى مؤخرًا، إذ استعرض الكاتب أسامة كمال أبوزيد، مسيرة الشاعر والمناضل وأحد رواد السمسمية فى مصر، فقد كان كامل عيد نبض فرقة "شباب النصر" صاحبة الدور بالغ الأهمية والوطنية داخل بورسعيد، وتكاد تكون هى من سجلت وأرخت وحفظت تفاصيل فى فترة 1967 وما تلاها، لحين تحقق النصر.
كما قدمت الشاعرة والكاتبة الصحفية إسراء النمر، سيرة جديدة، لواحد من أهم الأدباء فى فترة التسعينيات بعنوان "حسين عبد العليم.. الصياد الذى لم تنجُ منه أية رائحة" متتبعة خطواته الإبداعية والعملية، متنقلة بين مكتب حسين والشقق التى سكنها وربوع أصدقائه القدامى وأسرته، ما بين الفيوم، القاهرة، وعمان، وقد طرقت أبوابًا لم يطرقها أحد من قبلها.
وفى إطار سعى "المجلة" للكشف عن سير المثقفين والأدباء، وبمناسبة مئوية ميلاد الدكتور ثروت عكاشة؛ قدّم الكاتب الصحفى طارق الطاهر، سيرة معتمدة على خط يد المحتفى به ووثائق تُنشر للمرة الأولى، تنير الطريق لاكتشاف تنوع عطاء صاحب "مذكراتى فى السياسة والثقافة".
وفى إطار الاهتمام الحالى الذى توليه القيادة السياسة، لفتح آفاق واسعة مع الدول الأفريقية، تقدم "المجلة" إطلالة على الثقافة الأفريقية، بشكل مستمر، وقدّم فى هذا العدد المترجم نصر عبد الرحمن قراءة بعنوان "حكاية خرافية من مدغشقر".
ولمتابعى نشاط قصور وبيوت الثقافة فى الأقاليم، توفر لهم المجلة شهريًا، برنامج الفعاليات فى عدد من المواقع فى مختلف أنحاء المحروسة.
وقد احتوى العدد على مجموعة من المقالات الثابتة؛ فكتب: طارق الطاهر رئيس التحرير مقالاً بعنوان "لماذا عدت"، الناقد محمد عبد الباسط عيد "لمن يكتب الكاتب؟"، الشاعرة والأكاديمية فاطمة قنديل "الأستاذ: درس البدايات"، الروائي سمير الفيل "صبري موسى.. سابق عصره"، الشاعر عبيد عباس "تريزا والمتنبي"، الشاعر والروائي علاء خالد "صلاح عيسى"، وكتبت الناقدة السينمائية ناهد صلاح "عبد الحليم.. له في السينما حياة أخرى".
وقد حاورت الناقدة التشكيلية منى عبد الكريم الفنان السوري منير الشعراني الذي قال: إن روح العبارة تحدد الخط الذي أستخدمه، تبعه تحقيق إيمان السباعي عن الفائزين في مسابقة "الثقافة الجماهيرية.
أما الإبداع فجاء متنوعًا بين الشعر والقصة، فكتب "بشير رفعت (شعر)، الغيبوبة اختراع معاصر/ لا تمطر ملحًا/ يحدث دائمًا، رغدة مصطفى (شعر) اختمار/ سينما من مقعدين، تيسير النجار (قصة) العودة إلى البيت، فاطمة وهيدي (قصة) تي تي المصرية، فكري داود (قصة) المريب، إسلام معتوق (شعر) جميل/ البنكنوت، مصطفى فهمي (شعر) حلم الفتى النغولي، أسامة لبيب (قصة) سجائر كوتاريللي، هبة السويسي (قصة) أغدًا ألقاك".
واحتوت المجلة على عروض لمجموعة مختارة من الإصدارات الجديدة، كما قدم محمد المتيم عرضا لكتاب "الإنشاد الديني" لأحمد أبو خنيجر، بعنوان "حكاية البيدق الجوال والطابية الجنوبية"، تبعه عرضًا لثلاث رسائل بين محمود شاكر وناصر الأسد، كما كتبت أماني خليل "الهباء: تدوينة في أسرار الحياة والحب والعدم"، وتناول سمير المنزلاوي "من نفائس المكتبة العربية: تاريخ البيمارستانات في الإسلام"، وجاء مقال جمال المراغي بعنوان "تعانق مصر واليونان على ضفة قصور الثقافة"، أما ساسي حمام فكتب "البحث عن المدينة الفاضلة في "العودة إلى الشرنقة".
ونقرأ في المجلة دراسة الناقدة اللبنانية سمية عزام بعنوان "سعيد تقي الدين.. حين تصبح السخرية حكمة تستخف بكل قوة"، وشهادة تاميران محمود "جابر عصفور.. آخِر الآباء"، فيما حوى ملف الترجمة مجموعة منتقاة من النصوص المترجمة، فنقرأ فيها "روبا فاروقي.. روائية في مواجهة كورونا"، كما ترجم محمد عثمان "الجريمة المفضلة لدوستويفسكي/ جينفر ويلسون"، وترجم مجدي عبد المجيد خاطر "غوايات عوليس بعد مائة عام من نشرها لأول مرة/ ميرفه إمري"، وفي "استعادة" كتب جمال المراغي "عبد الغفار مكاوي.. وهج لغوي بين الفلسفة والأدب".
وفى إطار تطوير مجلة "الثقافة الجديدة" بدءًا من هذا العدد، تم استحداث، قسم جديد، معنى بالفنون كافة، بعنوان "الثقافة الجديدة 2" باعتبارها مجلة متخصصة داخل المجلة الرئيسية، وقد احتوت على مجموعة متنوعة من المقالات ، فكتب محمد سالم عبادة في "خيال المآتة في خيال أحمد نبيل"، و محمد رفاعي "محمد أباظة.. صانع البهجة الشعبية"، فى حين استعرض محمد غنيمة "مقتنيات هيكل بالإسكندرية.. كأنك ما رحلت"، وتوقف جمال المراغي عند "السلاسل التليفزيونية القصيرة.. بارقة أمل"، وقدّم الناقد والشاعر جرجس شكري دراسة بعنوان "جلال الشرقاوي والمسرح المشاغب"، وكتب عبد الهادي شعلان "الغناء سبيل النجاة".
مجلة الثقافة الجديدة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، ويرأس تحريرها الكاتب الصحفي طارق الطاهر، ونائبا رئيس التحرير الكاتبتان الصحفيتان إسراء النمر وعائشة المراغي، ومدير التحرير التنفيذي الناقد مصطفى القزاز، والمخرج الفني الفنان أحمد عزت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة