يعد العالم الإنجليزى إسحاق نيوتن الذى تحل اليوم ذكرى رحيله من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية فقد أسس كتابه الأصول الرياضية للعلوم الطبيعية، الذي نشر لأول مرة عام 1687، لمعظم مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية، كما قدم نيوتن أيضًا مساهمات هامة في مجال البصريات.
صاغ نيوتن قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية حتى حلت محلها نظرية النسبية كما أثبت أن حركة الأجسام على الأرض والأجسام السماوية يمكن وصفها وفق نفس مبادئ الحركة والجاذبية، وعن طريق اشتقاق قوانين كبلر من وصفه الرياضي للجاذبية، أزال نيوتن آخر الشكوك حول صلاحية نظرية مركزية الشمس كنموذج للكون.
ذكر نيوتن قصة أنه أتاه إلهام بصياغة نظريته حول الجاذبية بعد أن شاهد تفاحة تسقط من شجرة، وعلى الرغم من رأي البعض أن قصة التفاح ماهي إلا أسطورة، وأنه لم يتوصل لنظريته حول الجاذبية في لحظة واحدة، إلا أن بعض المقربين من نيوتن مثل ويليام ستوكلي، أكدوا وقوع الحادثة، لكن ليس كما هو شائع أن التفاحة وقعت على رأسه، وقد سجل ويليام ستوكلي في كتابه حياة السير إسحاق نيوتن محادثة مع نيوتن في كنسينجتون في لندن في 15 أبريل 1726 جاء فيها:"ذهبنا إلى الحديقة، لنشرب الشاي تحت ظلال بعض أشجار التفاح، أنا وهو فقط. وفي ضمن الحوار، أخبرني أنه في حالة كهذه أتته فكرة مفهوم الجاذبية قائلاً: لماذا تسقط التفاحة دائمًا عموديًا على الأرض؟ ثم قال لنفسه: لماذا لا تسقط جانبًا أو تصعد لأعلى؟ لا بد أنها تتجه إلى مركز الأرض، إذا بالتأكيد أن الأرض جذبتها وبالتالي لا بد من وجود قوى جاذبة في المسألة ومجموع القوى الجاذبة في مسألة الأرض يجب أن تكون في اتجاه مركز الأرض، وليس في أي جانب، وبالتالي تسقط التفاحة عموديًا، أو نحو المركز".
جون كوندويت مساعد نيوتن في دار سك العملة الملكية وزوج ابنة أخت نيوتن، وصف الحدث حين قال وفقا لكتاب نيوتن بجامعة كامبريدج لبرنارد كوهين وجورج سميث:"في عام 1666 ترك كامبريدج مرة أخرى ليذهب إلى أمه في لينكولنشاير. وبينما كان يتجول في حديقة جاءته فكرة أن قوة الجاذبية التي جذبت تفاحة من الشجرة إلى الأرض ليست محدودة بمسافة معينة من الأرض، ولكنها تمتد لأبعد مما نتصور، وقال لنفسه ولماذا لا تصل حتى سطح القمر وإن كان الأمر كذلك، فلا بد أنها تؤثر على حركته وربما تجعله ملتزمًا بالحركة في مداره، وعندها قام بحساب أثر ذلك الافتراض".
توفي نيوتن أثناء نومه في لندن يوم 20 مارس 1727 ودفن في دير وستمنستر، ولكونه أعزب، أنفق نيوتن الكثير من ثروته على أقاربه خلال السنوات الأخيرة من حياته، وتوفي دون وصية، وبعد وفاته، تم فحص شعر نيوتن ووجدت آثار للزئبق، والتي من المرجح أنها ناجمة عن تجاربه الخيميائية. لذا، فإنه يمكن تفسير غرابة أطوار نيوتن في أواخر حياته، لإصابته بالتسمم بالزئبق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة