يرتبط المصريين بذكريات كثيرة مع المقاهي المنتشرة فى شوارع وميادين المحروسة، يستلهمون حكاويهم من جلساتها المتعددة، وتتنوع ثقافتهم باختلاف مرتاديها، لها طابعها المختلف وتاريخها الخاص، فهى شاهدة على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية هامة فى تاريخ البلد، بخاصة في التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، وأصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثاني.
بدأ تاريخ المقاهي في مصر أواخر عصر المماليك ومع دخول "البن "، إلى مصر الذي عرف بعد ذلك بمشروب القهوة، الذى عارض وجوده فى البداية رجال الدين، وكانت المقاهى في أول عهدها بعيدا عن الأحياء السكنية، وبعد فترة لم تقتصر المقهي على تقديم القوة فحسب، وقدمت إلى روادها بجانب القهوة والشاي والحلبة والترجيلة "الشيشة".
ومع قيام النهضة الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر أصبح للمقهي دورها الاجتماعي والاقتصادي وبعد رواج تجارة القطن في مصر كانت المقهى ملتقى التجار ومكانا لعقد الصفقات وأطلق حينئذ عليها اسم البورصة وعندما جمعت رجال الفكر والأدب سميت بالحاوى.
وكان نادرا أن تخلو المقاهي من الفنون السائدة وقتئذ وهي السير الشعبية التى يرويها شاعر الربابة والرقص والغناء وألعاب خيال الظل وفنون الأدب التى كانت تقدم بأسلوب زجلي وكان بيرم التونسي أول من جعل من الأرغول فنا مكتوبا فى علم 1924م ونقل هذا الفن إلى الغناء وغنت له سيدة الغناء العربى أم كلثوم الأولة فى الغرام والحب شبكوني والثانية بالامتثال والصبر أمروني والثالثة من غير ميعاد راحوا وفاتونى فى حديقة الأزبكية عام 1947م وكانت من ألحان الشيخ زكريا أحمد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة