ترتبط المقاهى فى أذهن المصريين بالعديد من الذكريات، المقاهى فى قلب المحروسة لها روحها وطابعها الخاص لدى أهلها، يتنوع مرتاديها وهى شاهدة على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية هامة فى تاريخ البلاد، بخاصة فى التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، حتى توسعت فى عهد الأسرة العلوية، وأصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثانى.
ومن بين أكثر ما يرتبط به الناس فى المقهى هو مشروب الشاى، وهو أحد المشروبات صاحبة الشعبية الكبيرة على المقاهى المصرية وحتى داخل البيوت المصرية.
ورغم أن الشاى من المشروبات القديمة نسبيا وعرفه البشر منذ قرون طويلة، إلا أنه عرف لدى المصريين لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولي 1914-1918م بناء علي أرشيف الصحف المصرية التي نادت بمنع الفلاحين البسطاء والمواطنين البسطاء من شربه، وعدم استيراده بحجة تأثيره على الفلاحين.
وكان خاص بالطبقات العليا في المجتمع ولم ينتشر الشاي في مصر إلا خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، وبعد انتشاره بكثرة فى مصر صدر قرار من الحكومة بمنع استيراد الشاى الأسود وذلك لأن له أضرار على الفلاحيين الذين يقومون بشرابة أكثر من مرة في اليوم ولكن سرعان ما تم استيراده مرة أخرى.
وتحت عنوان "خطر أسود يهدد الفلاحين ..أثر الشاي الأسود في صحة الفلاحين وقواهم" نشرت صحيفة المقطم القريبة من سلطة الاحتلال البريطاني آنذاك في شهر أكتوبر عام 1932م ، حواراً مع وكيل وزارة الزراعة بمصر أجراه الصحفى كريم ثابت أحد الصحفيين المؤسسين لصحيفة المصرى حيث يظهر الحوار تاريخ دخول الشاى لمصر بالإحصائيات والأرقام الموثقة.
قال صاحب العزة جلال بك فهيم وكيل الزراعة للمقطم والذي بدأ بمقولة الروائي الفرنسي موريس ديكوبرا الذي زار مصر "إن أبرز ما استوقف نظرى فى مصر هو اجتهاد الفلاح المصرى ونشاطه وتجلده في العمل"، مؤكدًا أنه رغم دخول الشاي للبلاد في عام 1911م إلا أن المواطن المصرى البسيط لم يكن يعرفه أو يقربه فقد كان خاصا بطبقة الأمراء والأعيان والإقطاعيين يتعاطونه فى قصورهم، وجلسات السمر فيما بينهم، حتى نشبت الحرب العالمية الأولي 1914م وقامت بريطانيا المحتلة للبلاد آنذاك بإرسال مجموعة من الفلاحين ليكونوا عمالا فى أوروبا لتتحول حياة الفلاح رأسا على عقب بعد مجيئه ومشاركته فى الحرب العالمية الأولى حيث عرف الفلاح الشاى وأدمنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة