يعد الإمام القاسم بن محمد بن أبى بكر، أحد أبرز فقهاء الإسلام، وهو تابعي مدني، وأحد رواة الحديث النبوي، وأحد فقهاء المدينة السبعة من التابعين، وكان كان ثقة عالما فقيها رفيعا، إماما ورعا كثير الحديث، مات أبوه وهو لا يزال جنينا وربته عمته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.
ولد أبو محمد القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي القرشي سنة 35 هـ في خلافة علي بن أبي طالب، وأمه أم ولد اسمها سودة، وقد توفي أبوه سنة 36 هـ، فلم يدركه القاسم، ونشأ في حجر عمته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، فتفقّه منها، فكان من أعلم الناس بحديثها مع ابن عمته عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن. كان القاسم أشبه بني أبي بكر بجدّه أبي بكر.
كان القاسم بن محمد عالي القدر، وقد عدّه أبو الزناد في فقهاء المدينة السبعة من التابعين، قد أثني عليه الكثيرون، فقال يحيى بن سعيد الأنصاري: "ما أدركنا بالمدينة أحدًا نفضّله على القاسم"، وقال أيوب السختياني: "ما رأيت رجلاً أفضل منه، ولقد ترك مائة ألف وهي له حلال"، وقال سفيان الثوري: "عبد الرحمن بن القاسم كان أفضل أهل زمانه، وقد سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه"، وقال أبو الزناد: "ما رأيت أحدًا أعلم بالسُنّة من القاسم بن محمد"، وقال مالك بن أنس عنه: "كان من فقهاء هذه الأمة"، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: "القاسم من خيار التابعين"، وقال العجلي عنه: "كان من خيار التابعين وفقهائهم".
أخذ علمه وفقهه من عمته أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها مثله في ذلك مثل ابن عمته عروة بن الزبير بن العوام، وعن حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وأخذ عن عبد الله بن عمر العلم والورع وعن أبي هريرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول: كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وإلى أن ماتت.
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته فبعضهم يذكر أنه توفى سنة إحدى ومائة أو اثنتين ومائة أو سنة ثمان ومائة أو اثنتى عشرة ومائة، ولكن الأرجح أن وفاته كانت سنة ثمان ومائة. وكانت سنه عند وفاته ثلاثا وسبعين سنة أو سبعين حسب اختلاف الروايات في تاريخ وفاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة