يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام، دافع عن الفلسفة وصحح لعلماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو، وكانت لابن رشد انتاجات غزيرة، وتوزعت مؤلفاته بين شروح ومصنفات فلسفية وعملية، وبين شروح ومصنفات طبية، إضافة إلى كتب فقهية وكلامية، وكتب أدبية ولغوية، لكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطي، ومن أبرز الكتب التي تناولت أعمال الرشد بين فقه وعلمه، كتاب بعنوان "ابن رشد بين الشريعة والحكمة"، للدكتور فيصل بدير عون.
ويبين الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن ابن رشد جمع بين الشريعة والحكمة على صعيد واحد وأنه لم يكن عدوًا للدين ولا للفرق الإسلامية على طول الخط لأنه أفاد منهم، ونقدهم، وافقهم حينا واختلف معهم أحيانًا أخرى، كما حاول المؤلف أن يؤكد أن ابن رشد لم يكن علمانيًا وإنما كان تنويريا حيث أن التنوير لديه له معنى ومغزى عن معناه الغربى حيث الفصل الكامل بين الدين والدنيا، وتجربة ابن رشد الدينية كانت أقوى وأعمق مما يتصوره البعض من خلال قراءة سطحية عاجلة لبعض مؤلفاته وهناك فريقا كبيرا من الباحثين التبس عليه الأمر حين لم يضع خطوطًا فاصلة بين ابن رشد الشارح وابن رشد الفيلسوف الإسلامى، وهذا ما تلقى عليه الضوء هذه الدراسة.
لقد حرص المؤلف على أن يضع ابن رشد فى إطاره التاريخى على ضوء حالة الفلسفة فى المغرب الإسلامى وعلى ضوء الحالة السياسية التى كان عليها طوال دولتى المرابطين والموحدين لأن الصلة بين مشرق العالم الإسلامى ومغربه لم تنقطع سواء فى الماضى أو الحاضر، وأحسب أنها لن تنقطع فى المستقبل، وقد جاءت هذه الدراسة فى خمسة فصول الفصل الأول بعنوان تجربتى الفلسفية وابن رشد، والفصل الثانى المنهج الفلسفي عند ابن رشد، والفصل الثالث يتناول ابن رشد الإنسان، والفصل الرابع الألوهية عند ابن رشد، وأخيرًا الفصل الخامس العالم عند ابن رشد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة