يتوجه الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى الحدود الأمريكية المكسيكية، الأحد، وهى الزيارة الأولى له، بعد عامين من تعرضه لانتقادات من قبل الجمهوريين، بسبب موقفه المتراخى إزاء أمن الحدود فى ظل ارتفاع عدد المهاجرين القادمين من الجنوب.
ومن المقرر أن يمضى بايدن ساعات قليلة فى إل باسو بولاية تكساس، والتى تعد حالبا أكبر معبر للمهاجريين غير الشرعيين، والسبب فى ذلك يرجع إلى حد كبير إلى مواطنى نيكارجوا الفارين من القمع والجريمة والفقر فى بلادهم، وهم من بين مهاجرين قادمين من عدة دول يخضعون الآن لعمليات طرد سريعة فى ظل القواعد الجديدة التى سنتها إدارة بايدن الأسبوع الماضى.
وكان بايدن أعلن الأسبوع الماضى أنه سيتم طرد الكوبيين والهايتيين والفنزويليين ومواطنى نيكاراجوا إلى المكسيك لو دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانونى، وهو توسيع لسياسة الهجرة التى كانت قائمة قبل وباء كورونا والمعروفة باسم "العنوان 42". وستشمل القواعد الجديدة عرض الإفراج المشروط لأسباب إنسانية لما يصل إلى 30 ألف شخص شهريا من تلك البلدان الأربعة إذا تقدموا بطلب عبر الإنترنت ووجدوا راعيا ماليا.
ومن المتوقع أن يلتقى بايدن بمسئولى الحدود ويناقش الهجرة ، وأيضا عمليات الإتجار المتزايدة فى مخدر الفنتانيل وغيره من المواد الأفيونية، والتى أدت إلى ارتفاع هائل فى وفيات الجرعة الزائدة بالمخدرات فى الولايات المتحدة.
وسيزور بايدن مركز خدمة المهاجرين بمقاطعة إل باسو، ويلتقى بالمنظمات غير الربحية والجماعات الدينية التى تدعم المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة. ولم يتضح ما إذا كان بايدن سيتحدث مع أى من المهاجرين.
وقال جون كيربى، المتحدث باسم الأمن القومى بالبيت الأبيض، إن بايدن يتطلع بشدة لكى يشاهد بنفسه أولا كيف يبدو الموقف الأمنى على الحدود، وأكد إن هذا شيئا يريد أن يراه بنفسه.
وسار عدة مئات من الأشخاص فى شوارع مدينة إل باسو مساء السبت، وعندما وصلوا إلى جماعة من المهاجرين المتجمعين خارج كنيسة، غنوا معا "لستم وحدكم".. ويتخذ 300 مهاجرا من الممرات الموجودة خارج كنيسة القلب المقدس مأوى، ويخشى بعضهم من السعى إلى مأوى رسمى، بحسب ما يقول المناصرون، فى ظل القيود الجديدة التى تهدف إلى الحد من العبور غير القانونى للحدود.
وقال ديلات كوربت، الذى يدير معهد أمل الحدود غير الربحى، إن مدينة إل باسو الواقعة فى ولاية تكساس تشهد مناخ خوف متزايد.
وأشار إلى أن وكالات الهجرة قد بدأت بالفعل فى تكثيف الترحيل إلى المكسيك، موضحا أنه يشعر بمستوى متصاعد من القلق والارتباك.
وتوسع سياسة بايدن الجديدة الجهود الموجودة بالفعل لوقف محاولة الفنزويلين الدخول إلى الولايات المتحدة، والذى بدأ فى أكتوبر الماضى.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن إعلان بايدن بشأن أمن الحدود وزيارته إلى المنطقة الجنوبية يهدف جزئيا إلى إخماد الضجيج السياسى وتخفيف تأثير التحقيقات المقبلة فى الهجرة التى وعد بإجرائها الجمهوريين فى مجلس النواب. لكن أى حل دائم سيتطلب إجراء من الكونجرس المنقسم بشدة، وحيث فشلت العديد من الجهود المتعددة لسن تغييرات شاملة فى السنوات الأخيرة.
وأشاد السناتور الجمهورى ليندسى جراهام من ساوث كارولينا وجون كورنين من تكساس بقرار بايدن زيارة الحدود، وكان هذا واضحا فى المناخ السياسى الحالى.
وقال كورنين: يجب أن يأخذ بايدن الوقت الكافى ليتعلم من بعض الخبراء الذين يعتمد عليهم فى الأغلب من بينهم المسئولين المحليين ومسئولى إنفاذ القانون وملاك الأراضى والمنظمات غير الربحية و ضباط الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.