ولاية رئاسية مليئة بالتحديات بدأها الرئيس البرازيلي الجديد لولا دا سيلفا ، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي دبرها سلفه جايير بولسونارو ، بمعاونة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاريه ، بحسب ما نشرته وسائل إعلام بريطانية وأمريكية ، حيث شهد منتجع ترامب مشاورات واجتماعات حضرها الرئيس البرازيلي الخاسر ونجله، بجانب مستشارون سابقون لترامب.
البرازيل
وبعد استعادة السيطرة علي المنشأت الحيوية في البرازيل عقب اعمال الشغب واقتحام القصر الرئاسي ليلة 8 يناير ، شرع دا سيلفا في حملة ملاحقة لفلول الرئيس السابق بدأها بسفراء البرازيل في الخارج ، وبمقدمتهم سفير البرازيل لدي إسرائيل ، حيث أعلنت وزارة الخارجية إقالة السفير جيرسون ميناندرو جارثيا دي فريتاس، وهو جنرال بالجيش عينه الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو ، والذي كان حليفًا وثيقًا للحكومة الإسرائيلية، وخاصة حكومة بنيامين نتنياهو.
ولم يتم الكشف بعد عن اسم السفير الجديد ، ليحل محل الجنرال جارثيا دي فريتاس - الذي لم يكن لديه عمل دبلوماسي قبل منصبه الأخير ، برغم الانفتاح الذي قاده في العلاقات بين إسرائيل والبرازيل، كما أنه قام بإقالة سفير البرازيل لدى الولايات المتحدة الامريكية نيستور فورستر من منصبه، بالاضافة إلى إقالة الدبلوماسية ماريا ناصرة فرانى أزيفيدو، من منصبها كنقصل برازيلى فى نيويورك.
وأشار موقع "بودير 360" البرازيلية إلى أنه طُلب من كلا من المسئولين العودة إلى البرازيل.
واقترب بولسونارو ، الذى كان نقيب سابق للجيش ، من هذا البلد خلال فترة ولايته ، ودعمه أحيانًا في المنظمات الدولية ، وكسر المساواة الدبلوماسية التقليدية للحكومات السابقة بين إسرائيل وفلسطين.
مظاهر اقتراب بولسونارو واتباعه مع إسرائيل
في عام 2018 ، قبل وصول بولسونارو إلى السلطة ، وعد اليمينى المتطرف بنقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس ، كما فعلت حكومة الرئيس السابق دونالد ترامب بعض الوقت ، والتي كان بولسونارو حليفا لها أيضا، ولكن ، لم يتحقق التغيير المثير للجدل ، وبدلاً من ذلك افتتح بولسونارو التنفيذي مكتبًا تجاريًا في القدس، وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وكان نتنياهو كان أول رئيس حكومة إسرائيلي يزور أكبر دولة في امريكا اللاتينية، ووصف مكتبه زيارة البرازيل بأنها "تاريخية"، و ألقى بولسونارو تحيةً لنتنياهو في كنيس يهودي في ريو دي جانيرو، وهو يرتدي قلنسوة يهودية.
بولسونارو
كما أعلنا عن "أخوة" بين "إسرائيل" والبرازيل من شأنها أن تعزز التعاون الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي. وللتعبير عن هذه "الأخوة"، منح بولسونارو نتنياهو ميدالية "الوسام الوطني للصليب الجنوبي"، وهو وسام يمنح للرؤساء ورؤساء الحكومات وشخصيات سياسية بارزة.
وفى السياق نفسه، قال موقع "بودير 360" البرازيلي إن البرازيل أصبحت في عهد بولسونارو واحدة من أكبر الدول التي تشترى أدوات حربية تكنولوجية من إسرائيل ، وتم توقيع 6 اتفاقيات لتكنولوجيا الدفاع، تتضمن الصواريخ والرادارات وكاميرات المراقبة عالية التقنية، والتي يمكن أن تساعد في تحديث الجيش البرازيلي ووكالات إنفاذ القانون.
ومن ناحية آخرى ، فإن بولسونارو أيضا كان له علاقة وثيقة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد أطلق على بولسونارو "ترامب البرازيل" وذلك نظرا إلى تشابه الأفكار والتوجهات السياسية بين الشخصين.
وكان بولسونارو رشح ابنه إدواردو سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة ، بفضل علاقاته الجيدة مع أبناء ترامب، وتعرض الرئيس السابق للعديد من الانتقادات بسبب المحسوبية.
دور ترامب فى أحداث 8 يناير في البرازيل
وقال الخبير في العلوم السياسية في جامعة برازيليا باولو كالمون، إن بولسونارو يقلد استراتيجية ترامب نفسها ، وهو ما يجعله يقلد أحداث الكابيتول الأمريكي 6 يناير ، وتكرار هذه الأحداث في البرازيل 8 يناير ، فما حدث في البرازيل نسخة طبق الأصل من احداث الكابتيول الامريكى.
وقالت "صحيفة اوجلوبو " البرازيلية إن ترامب ، الذي عادة ما يكون نشطًا جدًا على الشبكات الاجتماعية ، لم يتحدث أو يكتب أي شيئا عن الأحداث التي نُظر إليها على أنها محاولة انقلاب ضد الرئيس البرازيلي الجديد ، الذي كان بالفعل في هذا المنصب منذ عام 2003.
بولسونارو وترامب
وسط مزاعم غير مثبتة بتزوير الانتخابات ، قرر بولسونارو عدم تسليم السلطة إلى لولا في حفل الافتتاح الرسمي الذي أقيم في 1 يناير في برازيليا ، وبدلاً من ذلك سافر إلى فلوريدا الأمريكية بينما كان لا يزال رئيسًا وعلى متن الطائرة الرئاسية ، وهو نفس الشيء الذي فعله ترامب مع بايدن.
واختار كلاهما ولاية فلوريدا كمكان للاستقرار بمجرد انتهاء ولايته الرئاسية، ويعيش ترامب (2017-2021) في مارالاجو على الساحل الشرقى لفلوريدا حيث استقبل بولسونارو في فبراير 2020.
من جانبه ، يقيم بولسونارو في منزل مقاتل برازيلي في فنون الدفاع عن النفس في أورلاندو (وسط فلوريدا) ، وهي مدينة يحظى فيها العديد من المتابعين بين الجالية البرازيلية .
اتباع ترامب يشجعون انصار بولسونارو
وأكدت صحيفة "التيمبو" التشيلية في تقرير لها أن هناك تشابه بشكل مريب بين أعمال الشغب التي شهدتها البرازيل، وأحداث اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي، منذ عامين، بل هناك صلات عميقة بين الطرفين ، فقد قال ستيف بانون، مساعد سابق لترامب وشغل سابقا منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية ، إن "العملية الانتخابية برمتها مريبة". كان ذلك بعد الدور الأول من الانتخابات الرئاسية البرازيلية، في أكتوبر ، من العام الماضي، وظل يشجع المعارضة وينشر مزاعم عن "سرقة الانتخابات".
ويعد بانون، الذي شغل منصب كبير خبراء الاستراتيجيات في البيت الأبيض، واحدا من حلفاء دونالد ترامب الرئيسيين، الذين انتهجوا الأسلوب نفسه، في التشكيك في نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في عام 2020
وفي اليوم السابق لأحداث الكونجرس، قال بانون لمتابعيه : "كل شيء سينفجر غدا"، وحكم عليه بالسجن أربعة أشهر، بسبب رفضه الامتثال لأمر بالإدلاء بشهادته أمام لجنة في الكونجرس، كانت تحقق في أحداث 6 يناير، ولكن أفرج عنه في انتظار جلسة الطعن في الحكم.
وتبرز علاقة بولسونارو بحركة ترامب في اجتماع، عقد في نوفمبر ، بين الرئيس السابق، ونجل بولسونارو، في منتجع ترامب، في فلوريدا، وفقا لصحيفة او جلوبو البرازيلية.
ووصف الديمقراطي، جيمي راسكين، الذين كان عضوا في لجنة التحقيق في أحداث الكونجرس، المحتجين البرازيليين بأنهم "ارهابيون يقلدون أنصار ترامب يوم 6 يناير ".