يفتتح الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرضاً نوعياً هاماً يحمل عنوان "إسكندرونا" تنظمه مؤسسة راكوتة للفن والتراث وهو المعرض الخامس في سلسلة معارض المؤسسة التوثيقية للمدينة ويستضيفه مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية وذلك يوم الجمعة 27 يناير الجاري في تمام الساعة السادسة مساءً.
وقال الدكتور وليد قانوش أجد معرض "إسكندرونا السنوي" مشروعاً جاداً ونوعياً على المستويات الفنية والتوثيقية والبصرية .. عرض يبلور جهد مؤسسة راكوتة للفن والتراث وبحثها الحثيث وراء حفظ كل أوجه الحياة وملامحها البشرية والعمرانية والثقافية والعادات الشعبية لمدينة الإسكندرية .. ويعظم من قيمة الحدث خصوصية عروس الثغر .. أرض التقاء الحضارات والديانات والثقافات .. مهد العلوم والفنون .. لذا احتضنه قطاع الفنون التشكيلية عبر مركز محمود سعيد للمتاحف ليسلط الضوء على هذه المبادرة الهامة بكل أبعادها وأفكارها وطموحاتها".
من جانبها قالت روضة عبدالهادي المدير المؤسس لمؤسسة راكوتة .. "أنت تعرف الإسكندرية، تلك المدينة التي تحتضن البحر المتوسط، ونعتبرها عروسته الشاهدة على تاريخ عظيم له. بسبب تأسيس الإسكندرية، تَكُون لديها ميناءين مستدامين؛ وهذا ما جعلها مدينة يقصدها الجميع من مختلف مدن حوض البحر المتوسط، فأصبح البحر هو العنصر الدائم المؤثر على تاريخ وفكر وتراث تلك المدينة. وأي تجمع سكاني يجب أن يحتوي على السوق، الذي يسد احتياجات السكان قاطني ذلك التكتل. وبالطبع مدينة الإسكندرية تحتوي على عدد من أسواق بيع الأسماك؛ ومن أهم أسواق السمك في الإسكندرية هم سوق ميدان النصر بالمنشية وحلقة السمك بالأنفوشي، وما يربط بينهما من حركة تجارية وحركة مواصلات وتخطيط عمراني متميز. لذا كان توثيقهم ودراستهم واجب علينا للحفاظ على تراثهم من الاندثار، ولنشر أهمية قيمهم التراثية للجميع.
وذكر الفنان علي سعيد المشرف العام على مركز محمود سعيد للمتاحف .. "محاولات شباب الإسكندرية المتواصلة والدؤوبة لتوثيق تراث مدينتهم، هو بلا شك أمر يسترعي الانتباه، فلا يوجد مدينة - في المدن المصرية على الأقل - طالها حجم هذا الاهتمام من الدراسة والتوثيق والبحث والتنظير كما هو الحال في الإسكندرية .. ربما يرجع هذا لطبيعة المدينة الغنيّة، وتاريخها العظيم، وجغرافيتها العبقرية، فتحيُّز أهل الإسكندرية بوجه عام لمدينتهم أمر مُلاحَظ على أصعدة متعددة، ولما كان الفنانون، والأدباء، والباحثون، والمبدعون بشكل عام هُم أكثر فئات المجتمع قدرة على القيام بهذا الدور، وهو الحفاظ على تراث المدينة المادي والغير مادي بأشكال مختلفة، إما بصرياً أو عن طريق الدراسة والبحث والتدقيق، فهذا وإن دل إنما يدل على أن أهل الإسكندرية على وعي تام بقيمة التاريخ في حد ذاته، وقيمة الجمال المُطلق، ومن ثم الوعي بقيمة المدينة، حيث ارتبطت الإسكندرية قديماً وما زالت بالتاريخ والفن والجمال".