يفرض ملف الإرهاب نفسه على جدول أعمال قمة الاتحاد الإفريقى الـ36 فى دورتها العادية والتى انطلقت أمس بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وبينما تواصل القمة فعاليتها لليوم الثانى على التوالى يهدد الارهاب والجماعات المسلحة دول القارة وترتفع حصيلة ضحايا العنف شرق وغرب القارة.
يناقش المشاركون الذين بلغ عددهم 35 رئيس دولة و4 رؤساء حكومات، اسكات بنادق الارهاب فى دول القارة، لاسيما الارهاب الذى يثقل منطقة حوض بحيرة تشاد (الكاميرون، ونيجيريا، وتشاد، والنيجر) جرّاء نشاط جماعة "بوكو حرام"، والتهديد الذى تمثله حركة "الشباب" فى الصومال.
ويشمل جدول أعمال القمة الاستماع إلى تقرير مفوض السلم والأمن بالاتحاد بشأن حال السلم والأمن فى القارة، مع توصيات بشأن الحلول المقترحة، والمتعلقة بخصوص النزاعات والصراعات.
وعلاوة على ذلك، تستعرض القمة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع فى ليبيا، والصومال، وإفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى هجمات "حركة الشباب" الصومالية، حيث تسعى القمة إلى معالجة هذه النزاعات ومنع تفاقمها لا سيما فى شرق الكونغو الديمقراطية.
ويتمدد الإرهاب فى غرب القارة بشكل غير مسبوق، ومنذ بداية العام الحالى 2023 قتل نحو 100 شخص، وتم تشريد عشرات الآلاف من مناطقهم الأصلية خصوصا فى مالى بوركينا فاسو ونيجيريا، مستخدمة تكتيكات وتحالفات جديدة، وفقا لتقديرات مؤشر الإرهاب.
وفقا لتقديرات مؤشر الإرهاب للعام 2022، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، فقد فشلت حتى الآن الاستجابات الدولية والإقليمية للعنف فى وقف الزيادة المتواصلة فى مستويات الإرهاب، وذلك بسبب النمو السكانى العالى فى المنطقة، والزيادات الكبيرة فى معدلات انعدام الأمن الغذائى والنزوح بسبب عوامل التغير المناخى والنزاعات الأهلية.
وبحسب سكاى نيوز ارتفع العنف المرتبط بالجماعات الإرهابية فى إفريقيا بنسبة 22% خلال 2022، حيث سجلت 6859 عملية إرهابية وعنف، ويمثل هذا رقمًا قياسيًا جديدًا، مقارنة بعام 2019.
ويقدر عدد ضحايا العمليات الإرهابية 19109 قتيل فى 2022، بينما كانوا 12920 قتيلا فى 2021 بارتفاع 40 فى المئة، و68 فى المئة من الضحايا مدنيين، وفقا لمركز افريقيا للدراسات ومقره واشنطن.
وغرب أفريقيا، شهدت منطقة غرب الساحل (بوركينا فاسو ومالى وغرب النيجر) 2737 حدثًا عنيفًا، فى أكبر تصعيد فى الأحداث العنيفة المرتبطة بالجماعات الإرهابية خلال 2022 مقارنة بأى منطقة فى إفريقيا، بزيادة قدرها 3%. وتمثل منطقة الساحل 40% من جميع الأنشطة العنيفة التى تقوم بها الجماعات المتشددة فى القارة.
أما فى شرق القارة، ففى 2022 شهدت الصومال زيادة بنسبة 23% فى الأنشطة العنيفة التى تورطت فيها حركة الشباب الإرهابية مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ مجموع الأحداث 2553 حدثًا، بما يمثل 37 بالمئة من جميع الأحداث المتطرفة فى إفريقيا.
فى شمال موزمبيق، ارتفع عدد حوادث العنف المبلغ عنها والمرتبطة بالجماعات المتشددة بنسبة 29 فى المئة عام 2022 إلى 437 عملية إرهابية، بينما انخفضت بنسبة 23 فى المئة عام 2021.
مبادرة إسكات البنادق
وخلال القمة الإفريقية بأديس أبابا فى فبراير 2019، قدم الرئيس السيسى مبادرة "إسكات البنادق" وتضمنت آليات محددة لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة السمراء بحلول عام 2020، وتستهدف إلى التوصل إلى اتفاقات نهائية مع أطراف النزاعات بربوع القارة السمراء بوقف إطلاق النار، فضلا عن طرح مبادرات للحوار بين كافة الأطراف، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاعات ومحاربة المجاعات، كما أكد مجلس الامن الدولى على دعمه للمبادرة وأصدر القرار 2457 بالإجماع والذى رحب فيه بتصميم الاتحاد الأفريقى على تخليص أفريقيا من النزاعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة