فى جولة جديدة لـ"ليوم السابع" داخل إحدى أهم الكنائس الأثرية فى مصر وخصوصا منطقة المطرية والتى بنيت عام 1885 وهدمت ثم أعيد بنائها من جديد، التقينا الأب جورج سليمان كاهن كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية للأقباط الكاثوليك، وتحدث معنا عن تاريخ الكنيسة وعن رحلة العائلة المقدسة فى منطقة المطرية، والتى كانت نهاية الرحلة وليست بدايتها ، وتحدث أيضا عن آثار هامة وتماثيل أثرية تحمل سنوات مر عليها مئات الأجيال عبر التاريخ لتبقى رمزا لرحلة العائلة المقدسة فى مصر، وكذلك تماثيل تم إهداؤها من خارج مصر عبر البحر المتوسط من أوروبا.
كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية
لقاء كاهن الكنيسة
فى البداية، يقول الأب جورج سليمان كاهن كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك فى المطرية، إن رحلة مساء العائلة المقدسة بدأت من معرفة هيرودس الملك من المجوس الثلاثة الذين جاءوا من بلاد فارس وأخبروه أن هناك ملك عظيم فظن أنه ملك أرضى، فأمرهم أن يذهبوا إليه ثم يعودوا ليعرف من هو هذا الملاك وذهبوا للسيد المسيح فى المغارة مع أمه والقديس يوسف، وظهر لهم الملاك بعدما سجدوا للسيد المسيح ، وقدم السيد المسيح لهم الهدايا المتمثلة فى الذهب واللبنان والمر ، وأخبرهم ألا يعودوا من نفس الطريق حتى لا يعرف هيرودس، الأمر الذى دفع الملك هيرودس إلى أن يأمر جنوده إلى أن يقتلوا الأطفال من سن عامين فذهب الجنود لقتل الصبى، وفى هذا التوقيت جاء الملاك إلى والقديس يوسف وقال لهم "قم وخذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر" وبدأت من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بعد قتل الجنود لكل الأطفال ما عدا السيد المسيح.
الزميل محمد الأحمدى والأب جورج سليمان
وتابع أن العائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر قدرها العلماء بأنها حوإلى 3 سنوات ونصف طافوا خلال بعدد كبير من المسارات ومروا بحوإلى 25 نقطة وحدثت معجزات كثيرة خلال رحلتهم ولم يستطيع الجنود الرومان أن يصلوا إليهم، متابعاً أن العائلة المقدسة أخذ طريق شرق النيل وجنود هيرودس جاءوا من غرب النيل وجاءت إلى المطرية وهى خارجة من مصر وليس أثناء الدخول ويوجد تمثال بالكنيسة يمثل حجم السيد المسيح حينما كان متواجد فى المطرية كان لديه خمس سنوات، ومكثوا فى المطرية 3 شهور ومن أبرز المعجزات التى حدثت فى المطرية كانت عن إخراج المياه التى استخدمتها السيدة العذراء لنظافة ملابس السيد المسيح لنبات البلسم الذى يعالج الأمراض الجلدية والحبوب وتم تسمية الشارع المجأور للكنيسة بشارع البلسم.
جانب من اللقاء
آثار منطقة المطرية
وأضاف كاهن كنيسة العائلة المقدسة أن المطرية يوجد بها 3 آثار موجودة إلى الآن، وهى المغارة والشجرة والبئر وأبرز ما يميز المطرية وجود وجود هذه الآثار، وأشار إلى أن جنود الحملة ألفرنسية أثناء تواجدهم فى مصر تعرضوا لمرض جلدى وأخذوا من شجر الجميز البلسم وعندما شعروا بالراحة كتبوا أسماءهم على شجرة السيدة مريم العذراء بالمطرية.
كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بالمطرية
معجزات الكنيسة
وذكر أن أول بناء للكنيسة كان يتم فيها العديد من المعجزات، فكان كل شخص يحدث له معجزة ويشفى من العلاج كان يأتى بقطع ذهبية ، وكانت الكنيسة فى البداية تسمى كنيسة العذراء مريم حيث بنيت عام 1885 ثم تم هدها ثم حصل عليها الأب ميشيل يوليان اليسوعى مرة ثانية، وأشترى حديقة البلسم وكانت مساحتها 7 أفدنة ونصف وبنى الكنيسة وجمع فيها كل الآثار التى تتحدث عن رحلة العائلة المقدسة والكنيسة الحالية تم بنائها من جديد فى عام 1902 حتى الآن.
الكنيسة
أبرز الآثار فى الكنيسة
وذكر أن من أبرز الآثار التى جمعها الأب ميشيل يوليان هدية جاء بها إلى مصر عبارة عن 6 لوحات نادرة تسمى لوحات فريسكا تمثل العائلة المقدسة منذ خروجهم من بيت لحم وقت المذبحة حتى وصولهم إلى صعيد مصر، ورسمت هذه اللوحات فى مدينة ليون بفرنسا على أيدى فنان شهير فرنسأوى وجاء بها الأب ميشيل يوليان ووضعها على الحائط فهذه النسخة نسخة وأحدة منها فقط تم وضعها على حائط الكنيسة.
لوحات الكنيسة النادرة
تمثال السيد المسيح
وذكر أن تمثال السيد المسيح الموجود داخل الكنيسة والذى يمثل العائلة المقدسة والمكونة من السيد المسيح، والسيدة مريم العذراء ويوسف النجار وكان عمر السيد المسيح وقتها 5 أعوام، وعمر هذا التمثال أكثر من 800 عام وصنعه فنان إيطإلى فى مصر وأكتشفه راعى الكنيسة ووزنه ما يقرب من 9 طن ونسخت منه تمثال آخر عمره 30 عام صنعه شباب الكنيسة فى مدخل الكنيسة وتمت مساندته بالحديد.
تمثال السيد المسيح بعمر خمس سنوات
لوحات الشكر
وخلال التجول فى الكنيسة وجدنا لوحات الشكر والتى تتمثل فى تحقيق الأمنيات والمعجزات ومنها لوحات منذ عام 1902 ومدون عليها أسماء الزوار الذين حدثت معهم معجزات سواء كانوا عرب أو أجانب وكان أغلبها شكر للشفاء والنجاح فى العمل والنجاح فى الحياة.
لوحات الشكر
رحلة العائلة المقدسة فى المطرية
وكانت رحلة مسار العائلة المقدسة بدأت فى الهروب من بيت لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد هيرودس الذى كان مزمع قتل السيد المسيح، وذهبت السيدة مريم العذراء ويوسف النجار والسيد المسيح فى رحلة هروبهم إلى مصر فى 20 مسار، حيث بدأت من فلسطين، إلى مصر عن طريق الهضاب والصحارى، وليس عبر إحدى الطرق المتعارف عليها –ثلاثة طرق حينها- ووصلوا إلى حدود مصر فى محطتهم الأولى، ومروا بمحطات متتالية منها المطرية عبرت العائلة النيل للذهاب إلى المطرية، وعين شمس، وكانت توجد فى هذا المكان شجرة، استظلوا بها من حر الشمس، وتعرف باسم شجرة مريم وانبع المسيح نبع ماء وشرب منه، وغسلت فيه العذراء ملابسه.
وفى نهاية الرحلة انطلقت العائلة عائدة من الصعيد حتى وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ومنها إلى سيناء ففلسطين حيث يسكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرة بالجليل.
الكنيسة من الخارج
تطوير المسار
ويقول المهندس عادل الجندى المنسق الوطنى لمشروع مسار رحلة العائلة المقدسة، إن أول مشروع تم البدء فيه فى مسار العائلة المقدسة فى مصر القديمة – المعادى – الأديرة فى وادى النطرون وكان فى أكتوبر من عام 2014 حينما تم إطلاق المشروع وتم اعتماده رسميا فى أكتوبر 2017.
وأضاف الجندى أنه تم إنجاز المشروع بالكامل وفى انتظار قرار الإفتتاح من وزيرى التنمية المحلية والسياحة.
وتابع أن معظم مواقع العائلة المقدسة أثرى والوزارة تهتم بتطور العنصر السياحى، مؤكدا أن مشروع مسار العائلة المقدسة تكلفته من وزارة السياحة الآثار بالكامل.
وقامت وزارة التنمية المحلية بعقد اجتماعات لاستعراض آخر المستجدات الخاصة بتطوير المسار، كما تم بحث الجوانب المالية والإدارية للمشروع، وما تم تنفيذه على أرض الواقع بكل محافظة بهدف تذليل العقبات التى تواجه المشروع والمحافظات المختلفة.
وأكد الدكتور خالد قاسم المتحدث باسم التنمية المحلية لـ"اليوم السابع"، أن المشروع يهدف لإطلاق مسار العائلة المقدسة فى مصر كوجهة سياحية دولية ويساهم بشكل مباشر فى أهداف التنمية المستدامة 5 و8 و11 ويعزز الحفاظ على الثقافة والتراث ويدعم إنشاء وظائف محلية مستدامة جديدة ومتوازنة بين الجنسين، والحد من عدم المساواة وتنوع الاقتصاديات المحلية وتحسين توليد الإيرادات المحلية وتحسين الوصول إلى تكافؤ ألفرص ومستويات المعيشة وتحسين الأماكن العامة والإندماج والمدن المستدامة.
وقررت الوزارة النظر فى تقديم كل محافظة لرؤيتها فيما يخص التطوير، واحتياجتها ووضعت الدعم اللازم للمحافظات بالتنسيق مع الوزارت المعنية نظراً لأهميته ليس فقط على المستوى السياحى ولكن أيضا على المستوى الدينى والذى يساعد على تنشيط السياحة الدينية لمصر.
لوحة تعذيب الأطفال فى بيت لحم
لوحة رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر
لوحة وصول العائلة المقدسة أرض مصر
لوحة وجود العائلة المقدسة فى منطقة المطرية
تمثال السيد المسيح فى الكنيسة
الأب جورج سليمان والزميل محمد الأحمدى
الحديث مع الأب جورج سليمان
جانب من لوحات الشكر
الزميل محمد الأحمدى والأب جورج سليمان كاهن الكنيسة
الأب جورج سليمان والزميل محمد الأحمدى داخل الكنيسة
