مع احتفالات "اليوم العالمى للمرأة"، لا ننسى أبدا، دور أمهات عظيمات فقدن فلذات الأكباد من أجل هذا الوطن، وقدمن قصص من الصبر والتضحية والفداء، فأصبحن باقيات فى ضمير ووجدان هذا الوطن.
والدة الشهيد البطل "ضياء فتحى فتوح" إحدى العظيمات التى حرفت اسمها بأحرف من نور فى سجل الفخر، بعدما قدمت ابنها شهيدًا، وأطلقت الزغاريد فى جنازته، وحولت منزلها متحفا يضم مقتنياته.
وقالت والدة الشهيد "ضياء فتوح": حرصت على جمع مقتنيات ابنى الشهيد البطل، وكافة صوره منذ مرحلة الطفولة حتى استشهاده، ووضعها فى شقة بمفردها، حيث أصبحت هذه الصور تمثل الصبر والونس والاطمئنان، وأجلس بين الحين والآخر مع هذه الصور، وكأننى أتحدث لابنى، وكأنه معى يسمع ويرى كل شيء، اقرأ القرآن وأدعوا له، فقد شرفنى حيًا وميتًا.
وأضافت والدة الشهيد فى حديثها لـ"اليوم السابع": "ابنى نجا من الموت 3 مرات قبل ذلك، فقد تعرض لانقلاب السيارة مرتين فى مأموريات عمل، ونجا بأعجوبة من محاولة اغتيال، لكن فى المرة الرابعة شاء القدر أن يُسجل اسمه ضمن قوائم الشرف".
وأردفت الأم، لم أبكى على وفاة "ضياء"، ولم أصرخ مثل النساء، فابنى مات بطلًا، ضاحكًا مستبشرًا بالجنة، فقد شاهد مقعده بها، فلما البكاء بعد كل هذا التكريم!! لقد حرصت على الذهاب لمكان وجود جثة ابنى، وشاهدتها، وتعجب الجميع عندما أطلقت الزغاريد فرحًا به، حتى تستعد الملائكة لاستقباله.
وتقول الأم: "ضياء كان متزوج، ولديه طفلة، لكنها الآن تدرك كل شيء، وبدأت تسأل عن والدها، وتعشق الحديث عن سيرته العطرة، وتفخر ببطولاته، وعندما نسألها: نفسك تبقى ايه؟ تقول: أطلع ضابطة شرطة زى بابا".
ووجهت الأم رسالة لابنها، قائلة: "الله يرحمك يا ابنى، أعلم جيدًا أنك فى الجنة، لقد رفعت رأسى عالية، كنت بطلًا، وكنت تعلم أنك ستموت وتنضم لقوائم الشهداء، فقد طلبت منى الدعاء ليلتها، وكأنك تعلم، أخذت رزقك، وخلصت عمرك، والمولى سبحانه وتعالى اختار لك حُسن الختام، وكنت دائما أقول لك أن العمر واحد والرب واحد"، ووجهت الأم حديثها لقتلة ابنها، قائلة: "لن أقول لكم سأفعل بكم مثلما فعلتوا بابنى، لكن أقول لكم، لو تعلموا المنزله التى يوجد بها ابنى لحرصتم أن تكونوا مكانه".
اليوم الدولى للمرأة أو اليوم العالمى للمرأة هو احتفال عالمى فى اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفى بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة فى هذا اليوم، وجاء الاحتفال بهذه المناسبة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى فى باريس عام 1945، وكان أول احتفال عالمى بيوم المرأة العالمي.
ويحتفل باليوم العالمى للمرأة بطرق متنوعة فى جميع أنحاء العالم؛ إذ يعتبر يوم عطلة رسمية فى العديد من البلدان، ويحتفل به اجتماعيًا أو محليًا فى بلدان أخرى، وتحتفل الأمم المتحدة بالعيد فيما يتعلق بقضية أو حملة أو موضوع معين فى حقوق المرأة، فى حين أن المرأة المصرية حظيت بتكريم وتمكين ودور كبير على مدار السنوات الماضية، فأصبحت قاضيات واقتحمن عالم الرجال فى الشرطة، وجلسن على مقاعد النواب، وظهرت المرأة الوزيرة والمحافظة وفى مناصب قيادية وأثبتت فى جميع الميادين كفاءتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة