وضعت الأمم المتحدة (17) هدفًا للتنمية المستدامة، شملت مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليتعهَّد العالم بعدم ترك أي شخص دون اللحاق بركب التنمية، وبذل كل الجهود الممكنة للتغلب على تحديات تواجه مختلف فئات المجتمع، وخاصة المهمَّش منها في كثير من دول العالم وعلى رأسها المرأة، فجاء الهدف الثالث ليعطي اهتمامًا أكبر بصحتها، وهو "الصحة الجيدة والرفاه"، من خلال تحسين صحة الأمهات، والحد من وفيات الأطفال، فيما جاء الهدف الخامس "المساواة بين الجنسين"، للقضاء على كل أشكال التمييز ضد النساء والفتيات؛ لما ثبت لهن من دور كبير في تسريع عمليات التنمية.
كما حدَّدت الأمم المتحدة أيامًا خاصة بالفتيات والنساء في موضوعات مختلفة، يتذكرها العالم ويحتفل بها كل عام؛ لتأكيد دورها وحقوقها، وإثارة قضاياها بشكل مستمر، يضمن استمرار مسيرة التنمية بكل فئاتها.
ليحتفي مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري خلال شهر مارس باليوم الدولي للمرأة والموافق 8 مارس، وقد تناول ملف المرأة وجهود تمكينها بمعلومات وبيانات في أشكال متعددة؛ إنفوجرافيك، وفيديوجراف، وبودكاست، ومقاطع فيديو قصيرة فضلا عن حزمة من المنشورات المعلوماتية التي تشيد بنجاحات المرأة المصرية في كافة المجالات.
فقد نشر مركز المعلومات فيديو "مصريات ضمن أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط"، فوفقًا لفوربس الشرق الأوسط، شهد عام 2023 نجاحًا مشرِّفًا ومستحقًّا لـ12 سيدة مصرية تمكَّن من أن يضعن أسماءهن على قائمة فوربس التي تضم أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط، وذلك بعد اقتحامهن لعدد كبير من قطاعات الاقتصاد، على رأسها: قطاع البنوك والخدمات المالية، والنفط والغاز، والصحة، والتجزئة، والقانون والاستثمار، والتجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية، والتأمين.
كما نشر المركز بودكاست لمقال بعنوان: مستقبل تمكين المرأة في ضوء الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، للدكتورة "هبة شاروبيم" عضو مجلس الشيوخ وأستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الإسكندرية؛ وقد استعرضت فيه تاريـخ الحركـة النسـائية فـي مصـر، والتوجه نحو التمكين السياسي للمرأة، ومحاور ودور الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، وتأثير الأسرة والمؤسسة التعليمية والخطاب الديني والإعلام وغيرها في قضية تمكين المرأة.
وفي مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، قدَّم مركز المعلومات منشورات اعتمدت على نتائج المسح الصحي للأسرة المصرية، والذي نفَّذه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء للمرة الأولى عام 2021، مسلِّطًا الضوء على نتائج الجهود الطبية المبذولة على مدار السنوات الماضية، والتي أسفرت عن تحسُّن ملحوظ في ملف رعاية الحوامل في مصر؛ حيث وصلت نسبة التحسُّن في رعاية الحوامل؟ في مصر عام 2021 إلى 70% مقابل 90% في 2014، وكذلك زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة لتصل إلى 66.4% في 2021، مقارنة بنحو 58.5% في 2014.
وفي الرياضة: برزت العدَّاءة المصرية "بسنت حميدة"، كواحدة من أبرز النماذج الرياضية المتميزة في مصر، والتي نجحت في إضافة إنجاز جديد لسجل إنجازات مصر الرياضي، بفوز مستحق بالميدالية الذهبية لسباق 200 متر عدو بدورة ألعاب البحر المتوسط في الجزائر يوليو 2022.
كما لم تغفل الدولة المصرية دور المرأة في قضايا البيئة وتغير المناخ، فبذلت جهودًا حثيثة للتخفيف من آثار التغير المناخي مع مراعاة تمكين المرأة، فكان ذلك من خلال: الحملات التوعوية للنساء بالأساليب الزراعية الصديقة للبيئة، ومبادرات تعريف النساء بأساليب الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وارتكز الطرح الدولي لرؤية مصر للمرأة والبيئة وتغير المناخ على 7 ركائز، وكان أبرز ما تضمنته: إشراك المرأة في مراحل الحوكمة البيئية، والتوعية والتغيير السلوكي، وتعزيز إنتاج البيانات ذات الصلة بقضايا المرأة، وغيرها.
ولا نغفل تغطية مركز المعلومات لفعاليات أسبوع الشراكة بين مصر والأمم المتحدة؛ استعدادًا لتوقيع الإطار الاستراتيجي الجديد (2023-2027)؛ حيث قامت د. "رانيا المشاط" وزيرة التعاون الدولي، والسيدة/ "إيلينا بانوفا" المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، بزيارة ميدانية إلى محافظة المنيا؛ لتفقُّد عدد من البرامج والمشروعات المشتركة في إطار الشراكة السابقة لدعم جهود التنمية في مصر، ومنها: مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل نمو شامل ومستدام في مصر "رابحة"، والذي مكَّن 3188 رائدة أعمال حتى الآن. إلى جانب المدارس الحقلية، وبرنامج الاستثمارات الزراعية المستدامة، والذي قدَّم 172 مشروعًا للتربية الحيوانية استفادت منها 1040 امرأة مُزارعة.
لنشارك معكم أيضًا إنفوجرافيك جديدًا بعنوان "مصر تحتفل باليوم الدولي للمرأة.. بالبرامج والمشروعات نتَّجه نحو تمكين أوسع للمرأة المصرية". يستعرض الإنفوجرافيك أبرز جهود الدولة لتمكين المرأة المصرية في مختلف مجالات الحياة، من خلال مجموعة من البرامج والمشروعات، نذكر منها: المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، وبرنامج الادِّخار والإقراض الرقمي "تحويشة"، وبرنامج "رابحة" "للتمكين الاقتصادي للمرأة؛ من أجل النمو الشامل والمستدام في مصر، ومبادرة "أنتِ حياة"، وبرنامج "هي تقود “She leads، و"مشروع المرأة في التجارة الدولية بمصر"She Trades Egypt"، وبرنامج "هي رائدة".
كما نشارككم مقطع فيديو قصيرًا نستعرض من خلاله عددًا من الأرقام والإحصاءات التي تعكس تطور وضع المرأة حول العالم؛ سياسيًّا، واقتصاديًّا، وصحيًّا، وعلميًّا أيضًا. إلى جانب جراف جديد يعكس التطوُّر الملحوظ في النسب العالمية للنساء في مناصب الإدارة العليا في الفترة (2011-2022).
وتأتي أيضًا ذكرى اليوم الدولي للقاضيات في العاشر من شهر مارس؛ لتذكرنا بقضية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وهي أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، وقد قطعت مصر شوطًا كبيرًا في هذا الملف، بتأهيل المرأة وتمكينها لاقتحام مجال جديد عليها والدخول إلى ساحة القضاء، وامتهان مهنة المحاماة، لتصبح السيدة "نعيمة الأيوبي" أول محامية في مصر، والتي بدأت مسارها بالدفاع عن رموز للحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي وقتها، حتى وصلت المرأة لمنصة القضاء، فكانت المستشارة "تهاني الجبالي" أول امرأة مصرية تتقلد منصة القضاء، ليشهد عام 2022 تطورًا جديدًا بحضور القاضيات على منصة القضاء بمجلس الدولة للمرة الأولى، كمفوض دولة على مستوى الجمهورية، تنفيـذًا لـقـرار السيد رئيس الجمهوريـة عبد الفتـاح السيسي لسنة 2021، بتعيين عدد (98) قاضية في مجلس الدولة، ليتم توزيعهن للعمل في الدوائر المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة