فى 13 مارس 2013، أصبح البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان أول يسوعى يقود الكنيسة الكاثوليكية، فقبل 10 سنوات، أصبح خورخى ماريو بيرخوليو أول بابا سامٍ من أمريكا ونصف الكرة الجنوبى، والثانى غير أوروبى منذ عام 741، بعد وفاة السورى جريجورى الثالث. ومنذ توليه منصبه فى 13 مارس 2013، قاد البابا فرنسيس سلسلة من الإصلاحات ومر بالعديد من التحديات.
فضائح الاستغلال الجنسى للأطفال
البابا فرنسيس، الذى اختار اسمه البابوى على اسم القديس الثورى للفقراء، كان أكبر تحد له هو تطهير اسم الكنيسة من فضائح الاستغلال الجنسى للأطفال، وكرر التشديد على وجوب أن "لا تتسامح" الكنيسة الكاثوليكية "مطلقا" مع حالات الاعتداء الجنسى التى وصفها بأنها أمر "وحشي".
وقال البابا خلال هذه المقابلة مع "تى فى آى سى "هذا أمر واضح جدا. لا تسامح على الإطلاق. لا يمكن للكاهن الاستمرار فى أن يكون كاهنا إذا كان معتديا. لا يمكنه ذلك لأنه يكون إما مريضا وإما مجرما".
وأشارت صحيفة "بيرفل" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن الفضائح الجنسية التى لا حصر لها والتى ابتليت بها الكنيسة الكاثوليكية واحدة من أصعب التحديات التى واجهها البابا فرانسيس عندما تولى رئاسة مؤسسة انتُقدت بسبب التستر على المهاجمين وحمايتهم. بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة، بما فى ذلك فشل لجنة خبراء دولية فى عام 2014، اعتذر فرانسيس للضحايا فى عام 2018 لـ "التستر" على الأسقف التشيلى المتهم بالاعتداء الجنسى على الأطفال.
منذ ذلك الحين، تبنى البابا موقف "عدم التسامح" مع الاعتداء الجنسى على الأطفال. فى عام 2019، قبل البابا استقالة رئيس أساقفة سانتياجو دى تشيلى، ريكاردو إيزارى، الذى حقق فيه قاضى ذلك البلد بتهمة التستر على الاعتداء الجنسى على الأطفال والبالغين من قبل القساوسة. كما طرد الكاردينال الأمريكى ثيودور ماكاريك بعد إدانته بارتكاب تلك الجريمة.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأ البابا لجنة استشارية لحماية القاصرين التابعين لحكومة الكرسى الرسولى وأشرف على قمة غير مسبوقة فى الفاتيكان حول هذه المسألة. جاءت منه سلسلة من الإجراءات.
الإصلاحات والشفافية
منذ توليه منصبه، اتخذ إجراء تغييرات بعيدة المدى فى الحكومة المركزية من أجل تقريب الكنيسة من الناس، ومن بين الإجراءات، تجدر الإشارة إلى أنها أعطت مساحة أكبر للمرأة والعلمانيين، وبعد توليه منصبه بعد عام من فضيحة الفساد الضخم فى الفاتيكان المعروفة باسم Vatileaks، عمل فرانسيس على تسليط الضوء على تعامل الفاتيكان الغامض مع الشؤون المالية. فى عام 2014 أنشأ أمانة للاقتصاد.
وطبق إطارًا من إجراءات الاستثمار ومكافحة الفساد وأمرت بإعادة تعديل بنك الفاتيكان، بإغلاق 5000 حساب، فى هذه العملية، اندلعت الفضيحة أيضًا حول انخيلو بيتشو Angelo Becciu، أحد أقوى الكرادلة فى الفاتيكان الذى استقال بعد محاكمته بتهمة الشراء الفاسد لعقار باسم الفاتيكان.
الأزمات السياسية فى دول العالم
على الرغم من أنه حافظ على "نظرة الراعي" وتجنب عمومًا الإشارة إلى القضايا ذات الطبيعة السياسية الدولية، إلا أن فرانسيس لم يتهرب أبدًا من قلقه بشأن العمليات السياسية فى جميع أنحاء العالم، وقام بـ40 رحلة دولية.
منذ أن تولى منصبه، ندد البابا فى معظم جلسات الاستماع بمستويات الفقر فى جميع أنحاء العالم وأزمة المناخ.
من ناحية أخرى، فى معركته لتغيير الوضع الراهن، شدد أيضًا على الحرب فى أوكرانيا، "مصدر قلقه الأكبر"، كما أعلن فى عدة مناسبات، لافتا إلى أزمة الهجرة فى البحر الابيض المتوسط التى أصبحت السبب فى مئات الوفيات على السواحل الأوروبية والتى طالب من أجلها باستقبال بلا تمييز.
ضغط المحافظين
لم تسر إصلاحات فرانسيس بشكل جيد مع المحافظين، حيث جلب أسلوب فرنسيس الخارج عن المألوف والذى فضل شقة متواضعة على الفاتيكان أو الذى يدعو بانتظام معتقلين ومشردين إلى طاولته، لكنه أثار أيضا انتقادات داخلية ممن يأسفون لغياب التقاليد الراسخة عن المهام البابوية.
ويواصل البابا تكييف مجمع الكرادلة مع صورته حيث اختار حتى الآن 65% من الذين سينتخبون البابا الذى سيخلفه، كما تنتظره عدة مناسبات بدءا باجتماع للأساقفة حول مستقبل الكنيسة فى نهاية العام 2023.
دور النساء فى الفاتيكان
وقالت صحيفة الديباتى الإسبانية، إن جدوله ملئ بالخطط والأزمات، ولكنه البابا الذى سمح بدور أكبر للنساء داخل الفاتيكان، مشيرة إلى أن البابا فرانسيس، هو البابا الذى يريد المزيد من النساء فى قيادة الفاتيكان، حيث أنه خلال السنوات العشر من البابا، ارتفعت نسبة النساء العاملات فى الفاتيكان من 19.2% إلى 23.4%، وهذه البيانات، التى كشفت عنها وسائل الإعلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه البيانات، التى كشفت عنها وسائل الإعلام فى الكرسى الرسولى فى يوم المرأة العالمى، لا تزال غير متماشية تمامًا مع رؤية البابا، الذى وجه فى نفس اليوم دعوة واضحة لحضور أكبر للمرأة فى مناصب المسؤولية فى المجتمع وفى الكنيسة.
ووفقا لآخر البيانات، فإن البابا لديه حاليا 1165 موظفا، مقارنة بـ 846 لديه فى بداية منصبه فى عام 2013، فى منظمة العمل بالفاتيكان.
العزوبية
تعتبر إنهاء العزوبية الإلزامية أو السماح للمرأة بالوصول إلى الكهنوت قبولا، من أبرز القرارات التى تم اتخاذها فى بداية عقده الثانى، وقال لدى سؤاله عما إذا كانت مسألة العزوبة: "يمكن إعادة النظر فيها"، أجاب البابا "نعم.. نعم"، مضيفًا أن أعضاء الكنيسة الشرقية الذين يريدون ذلك "متزوجون".
فى الأشهر الأخيرة، اكتسبت مقترحات مثل إنهاء العزوبة الإلزامية أو السماح للمرأة بالوصول إلى الكهنوت قبولًا، مما أثار القلق فى الفاتيكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة