فيضانات عارمة تجتاح الصومال منذ أيام، بعد موجة جفاف حادة شهده البلد الأفريقى نتيجة شح سقوط الأمطار للموسم الخامس على التوالي، وقد حذرت الأمم المتحدة من الآثار الإنسانية الكبيرة للفيضانات المدمرة، ما أسفر عن تشريد نحو نصف مليون شخص في وسط البلاد، في الوقت الذي يعاني فيه الصومال أيضًا من تعرضه لغزو الجراد الصحراوي، وآثار تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19″.
وفى أحدث تقديراته، أكد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الصومال، جاستين برادي، أن تفاقم الأزمات في الصومال يهدد الأمن العام، فقد شُرد ما يقرب من 500 ألف شخص بسبب الفيضانات الأخيرة في مناطق وسط الصومال، بينما تتعامل البلاد أيضًا مع غزو الجراد الشديد الذي يهدد الأمن الغذائي والتغذية للكثيرين، في الوقت نفسه، تستجيب الصومال لتفشي جائحة فيروس كورونا وفقا الوكالة الوطنية الصومالية
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن فيضانات الأمطار والأنهار في الصومال أدت إلى مقتل 22 شخصاً.
ودعا الجميع الى مد يد المساعدة للصومال لتفادي الأسوأ، في ضوء ما تتعرض له البلاد من فيضانات وغزو للجراد الصحراوي وتفشي فيروس كورونا.
من جانبه، حذر ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في الصومال إتيان بيترشميت من أنه من المحتمل بحلول شهر سبتمبر القادم أن يتزايد عدد الصوماليين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي أو الجوع الشديد بمقدار نصف مليون شخص، بسبب التأثيرات المترتبة على انتشار الجراد الصحراوي الحالي في الصومال.
وتفاجأت الصومال بهطول أمطار موسمية بغزارة في أقاليم جنوب ووسط البلاد، وفى نهر شبيلي غمرت الفيضانات مساحة تزيد عن 20 كيلومتراً مربعاً فى مدينة بلدوين بإقليم هيران في ولاية هرشبيلى ما أدى إلى نزوح الآلاف.
وإلى جانب مدينة بلدوين، اجتاحت الفيضانات مدنا وقرى وبلدات جنوب ووسط البلاد.
وغمرت فيضانات نهر شبيلي الأحياء الأربعة التي تتكون منها مدينة بلدوين إلى جانب 25 قرية وبلدة في محيط النهر، مما أجبر السكان في تلك المناطق على النزوح من منازلهم بحسب وزارة إدارة الكوارث والشؤون الإنسانية في ولاية هيرشبيلى المحلية.
وقال المدير العام لوزارة إدارة الكوارث والشؤون الإنسانية في ولاية هيرشبيلى عبدالفتاح محمد، إن ارتفاع منسوب مياه نهر شبيلى نتيجة الأمطار الموسمية أدى إلى فيضان النهر حيث غمرت المياه نحو 70 % تقريباً من مساحة المدينة.
واستخدمت إدارة المدينة قوارب مطاطية وجرافات للتنقل في المدينة وإنقاذ العالقين في المناطق التي حاصرتها مياه الفيضانات حيث سجلت الوزارة مقتل 3 أشخاص على الأقل جراء الفيضانات.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قضى 135 شخصاً وشُرّد أكثر من 9 آلاف بعد هطول أمطار غزيرة في رواندا، تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في عدة أجزاء من الدولة الجبلية.
كما قضى أكثر من 400 شخص بسبب السيول الغزيرة والفيضانات والانهيارات الأرضية الأسبوع الماضي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأدى شح الأمطار خلال 5 مواسم على التوالى فى بعض أنحاء الصومال كما فى كينيا وإثيوبيا إلى أسوأ جفاف فى المنطقة منذ 4 عقود، أتى على المواشى والمزروعات وأرغم ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص على مغادرة ديارهم بحثا عن الطعام والماء.
وحذرت دراسة نشرتها وزارة الصحة الصومالية ومنظمة الصحة العالمية ووكالة يونيسف الأممية فى مارس بأن عواقب الجفاف فى الصومال قد تتسبب بمقتل ما بين 18100 و34200 شخص خلال الأشهر الـ 6 الأولى من السنة. وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 2,6 مليار دولار لتقديم مساعدة إنسانية لسكان هذا البلد الواقع فى القرن الإفريقى، لكن الهيئة الأممية لم تجمع حتى الآن سوى 15% فقط"، من الأموال الضرورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة