تعهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بمواصلة الترشح للرئاسة حتى لو تمت إدانته فى قضية الوثائق الرئاسية التى يواجه فيها 37 اتهاما.
وقال ترامب فى مقابلة مع مجلة بولتيكو على متن طائرته، أن لن يغادر السباق الرئاسى أبدا، وأضاف: لو كنت سأترك السباق لفعلت ذلك قبل السباق الأساسى فى عام 2016، فقد كانت هذا صعبا، فمن الناحية النظرية لم يكن هذا ممكنا.
ولا يحظر القانون الأمريكى على ترامب الترشح للرئاسة من السجن أو حتى لو تمت إدانته فى جناية، إلا أن مثل هذه الحملة ستقدم اختبار هائلا للنظامين السياسى والقانونى للولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت بولتيكو.
من ناحية أخرى، كثف ترامب وحلفاؤه هجماتهم على القضية قبيل ظهوره التاريخى المرتقب أمام المحكمة غدا الثلاثاء.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس أن ترامب وحلفاءه كثفوا من جهودهم لتقويض القضية الجنائية ضده والدعوة لاحتجاجات مع استعداد الرئيس السابق لظهوره أمام المحكمة الفيدرالية لمواجهة عشرات الاتهامات التى تتعلق بتعامله مع المعلومات السرية.
وسيكون ظهور ترامب أمام المحكمة فى ميامى الثانى له فى غضون أشهر ليواجه قاضيا يتلو عليه اتهامات جنائية. لكن على العكس من القضية الأولى، قضية نيويورك المتعلقة بدفع أموال لممثلة إباحية مقابل الصمت عن علاقتها بدونالد، والتى سخر منها بعض المحللين القانونيين باعتبارها تافهة نسبيا، فإن أول ملاحقة من قبل وزارة العدل لرئيس سابق تتعلق بسلوك يقول المدعون أنه عرّض الأمن القومى للخطر، وتشمل اتهامات تتعلق بانتهاك قانون التجسس، تنطوى على تهديد بعقوبة سجن كبيرة فى حالة الإدانة.
وقبل توجيه الاتهام رسميا له، صعّد ترامب هجومه على المحقق الخاص بوزارة العدل الذى رفع القضية، ووصف جاك سميث بأنه "مختل عقليا"، وأن فريقه من المدعين "بلطيجة"، وكرر دون دليل أنه كان هدفا للاضطهاد السياسى.
ودعار ترامب أنصاره إلى الانضمام لاحتجاج مقرر أمام مبنى محكمة ميامى، حيث سيواجه الاتهامات. وقال ترامب فى حديث مع صديقه ومستشاره السابق روجر ستون فى مقابلة إذاعية: "إننا بحاجة لقوة فى بلادنا الآن، وعليهم الخروج والاحتجاج سلميا، عليهم الخروج".
وتابع قائلا: انظر بلدنا يجب أن يحتج، لدينا الكثير لنحتج عليه، لقد خسرنا كل شىء.
وفى سياق آخر، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على التأثير المحتمل لاتهام الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى قضية الوثائق الرئاسية على السباق الجمهورى فى انتخابات 2024، والذى يتنافس فيه ترامب لنيل الترشح، وقالت أن المرشحين الذين ينافسون ترامب عليهم أن يقرروا كيف سيخوضون حملتهم ضد دونالد، وهو ما يمكن أن يحدد المسار الذى سيتجه إليه الحزب الجمهورى.
ورأت الصحيفة أن لائحة الاتهام ضد ترامب تركت الحزب الجمهورى، ومنافسى الرئيس على الترشح، أمام خيار صعب بين الإذعان لنظام القانون والنظام الذى كان أساسيا لهوية الحزب على مدار نصف قرن، أو تبنى خيار أكثر راديكالية بالمقاومة أمام الحزب الديمقراطى الموجود فى السلطة حاليا، وأمام أعلى مؤسسات الدولة التى يسخر منها ترامب الآن.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الكيفية التى سيستجيب بها هؤلاء المتنافسون الساعون لقيادة الحزب فى انتخابات 2024 للاتهامات الموجهة للرئيس السابق فى الأشهر المقبلة، سيكون لها تداعيات هائلة على مستقبل الحزب الجمهورى.
وحتى الآن، انقسم المرشحون المعلنون للرئاسة، فيما عدا ترامب، إلى ثلاثة معسكرات فيما يتعلق بالاتهامات التى وجهت له الأسبوع الماضى. فهناك هؤلاء الذين يدعمونه بقوة ويدعمون إصراره على أن الاتهامات مسيسة لحرمانه من فترة ثانية بالبيت الأبيض، مثل فيفيك راماسوامى. وفريق ثانى حث الأمريكيين على التعامل مع الاتهامات بجدية مثل كريس كريستى وأسا هاتشنسون، وفريق أخير وقف بين المعسكرين، أدان الاتهامات، لكنهم دفعوا الناخبين إلى تجاوز قيادة ترامب، مثل رون ديسانتيس ونيكى هالى.
وسيكون المأزق أمام كل منافسى ترامب هو إيجاد توازن بين تسخير غضب ناخبى الحزب الذين يظلوا مخلصين لترامب، مع الفوز بتأييدهم لأى منهم كمنافس بديل.