قالت صحيفة نيويورك تايمز إن لائحة الاتهام الموجهة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أطلقت موجة من الدعوات من قبل أنصاره إلى العنف، والانتفاض للدفاع عنه، وأقلقت المراقبين وأثارت مخاوف من جو خطير قبل ظهوره أمام المحكمة فى ميامى يوم الثلاثاء المقبل.
وفى منشورات على السوشيال ميديا وتصريحات عامة، صور حلفاء مقربون من ترامب، من بينهم عضو فى الكونجرس، لائحة الاتهام بأنها عمل حرب، ودعوا إلى الانتقام وأكدوا حقيقة أن أغلب قاعدته الشعبية تحمل أسلحة، وصور هؤلاء الحلفاء ترامب على أنه ضحية من وزارة العدل التي تستخدم كسلاح من قبل الرئيس جو بايدن، خصمه المحتمل فى سباق انتخابات 2024.
ولفتت الصحيفة إلى أن دعوات التحرك والتهديدات تضخمت على مواقع الأخبار اليمينة، ووجدت استجابات متفاعلة من قبل مستخدمى السوشيال ميديا وهتافات من الحشود، الذين أصبحوا مهيأين على مدار سنوات عديدة من قبل ترامب وحلفائه لرؤية أى جهود لمحاسبته باعتباره هجوما عليه.
ويحذر خبراء العنف السياسى من أن الهجمات ضد الأفراد أو المؤسسات تصبح أكثر احتمالا عندما يكون المسئولون المنتخبون أو الشخصيات البارزة على السوشيال ميديا قادرا على إصدار تهديدات أو الدعوة على العنف مع حصانة من الملاحقة.
وكان حشد من أنصار ترامب قد هاجم الكابيتول فى السادس من يناير 2021، وصل على واشنطن جزئيا بسبب منشور من ترامب على تويتر قبل أسابيع من هذا اليوم، وتعهده بأن يكون الأمر شرسا.
ويوم الجمعة، كتب عضو الكونجرس الجمهورى أندى بيجز، على تويتر يقول: العين بالعين. وجاء تحذيره بعد أن تحدث جاك سميث، المحقق الخاص فى قضية تعامل ترامب مع الوثائق الرئاسية، علنا لأول مرة منذ توليه الإشراف على التحقيق.
وعلى انستجرام، نشرت خطيبة الابن الأكبر لترامب ،كيمبرلى جوليفاويل، صورة للرئيس السابق مع كلمات "القصاص قادم".
وفى ولاية جورجيا، أكدت كارى لاك، الذى رفض الاعتراف بالهزيمة فى انتخابات حاكم أريزونا عام 2022، والذى يعد من أشد المدافعين عن ترامب، أن الكثير من أنصار الرئيس السابق يحملون أسلحة.
وقال: لدى رسالة الليلة لوزير العدل ميريك جارلاند وجاك سيمث وجو بايدن، وكل الرجال هناك فى وسائل الإعلام الكاذبة، عليك الإنصات جيدا أيضا، هذه رسالة لكمن. لو أردوا الوصول إلى ترامب، عليكم أن تقوموا بذلك من خلالى، ومن خلال 75 مليون أمريكى مثلى، وسأقول لكم أن أغلبنا أعضاء موثقين فى رابطة السلاح الوطنى.
ويقول خبراء العنف السياسى إنه حتى لو لم ينتهى الحال باللغة العنيفة التي يستخدمها أفراد بارزين إلى أذى جسدى مباشر، فإنها تخلقا مناخا خطيرا، تصبح فيه فكرة العنف أكثر قبولا، لاسيما لو تركت هذه اللهجة دون ضوابط.
وتقول مارى ماكورد، المسئولة السابقة بوزارة العدل الأمريكية، والتي درست العلاقات بين اللهجة المتشددة والعنف، إنه حتى الآن، فإن السياسيين الذين رفضوا استخدام هذه اللهجة لتحفيز الناس على العنف، لم يتم محاسبتهم، وحتى يحدث هذا، فلن يكون هناك رادعا كبيرا أمام استخدام مثل هذه اللعبة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن اللغة التي استخدمها رمز الإعلام اليمينى كانت صارخة بدرجة أكبر. فقال مذيع الراديو المحافظ بيتى سسانتيليى، أنه لو كان قائد لقوات المارين، لأمر كل جندي مارين بإخراج بايدن من البيت الأبيض.
وتقول الصحيفة إنه حتى الآن، كانت ردود الفعل من أنصار ترامب أكثر صراحة وحدة من تلك التي تم الإعراب عنها عقب اتهامه فى قضية منفصلة أخرى فى نيويورك.
وتعرض الإف بى أي لانتقادات مكثفة من قبل المشرعين الجمهوريين وأنصار ترامب. وأبلغ ضباط مكتب التحقيقات عن تعرضهم لكل التهديدات المتعلقة بأشخاصهم ولمقر المؤسسة فى واشمنطن، وهى خطوة غير معتادة. وقال مصدر مطلع إن الإف بى أي ما يحاول التعامل مع عدد من التهديدات حول البلاد موجهة إلى الوكالة.
وبالرغم من الاحتياطات الأمنية التي يتم اتخاذها قبيل ظهور ترامب أمام المحكمة يوم الثلاثاء، فإن الخبراء الأمنيون يقولون إن الخطاب والتهديدات لن تتنحى جانبا على الأرجح، وربما تصبح أكثر بروزا مع مضى القضية قدا واقتراب انتخابات 2024.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة