منذ إطلاق شرارة ثورة 30 يونيو، بدأ العمل على بناء جسور التعاون الوثيق مع القارة السمراء، تلك الثورة التى أعادت لمصر مكانتها فى العالم العربى وإعادتها لمحيطها الأفريقى، 10 سنوات مرت ولا تزال هذه الانتفاضة العظيمة محفورة فى الأذهان، كونها نقطة انطلاق للكثير من المشاريع وعلاقات التعاون الوثيق بين مصر والعديد من البلدان لاسيما البلدان الأفريقية.
نجحت ثورة 30 يونيو فى محو الظلام والإرهاب عن مصر، وصعد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى العام 2014، ومنذ الوهلة الأولى وضع نصب عينيه عودة مصر إلى مكانتها، والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة، ومدرك لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى ولاسيما بعد أن برزت أزمة سد النهضة، وتصاعد التعنت الأثيوبى وتاهله لحقوق مصر المائية، وتجلى اهتمام الرئيس فى المشاركة فى قمتى الاتحاد الأفريقى بغينيا الاستوائية وأديس أبابا 2014، فضلا عن الجولات الأفريقية التى قام بها رئيس الوزراء السابق، المهندس ابراهيم محلب إلى دول أفريقية، والحالى الدكتور مصطفى مدبولى، واستنهاض الهمة المصرية فى إقامة المشروعات الحيوية للأفارقة مثل سد تنزانيا.
أطلقت الدولة المصرية خطاب سياسى جديد ومختلف ساهم فى عودة مياه العلاقات المصرية الأفريقية إلى مجاريها، وإلى جانب هذا حرصت مصر على قطع أشواط أبعد فيما يخص الانفتاح على دول القارة المختلفة، وتدشين مسارات متوازية من العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع دولها المختلفة، لتصبح حاضرة بقوة فى عشرات من الدول والمجتمعات، مستعيدة جانبا كبيرا من ميراثها العميق مع الدول الأفريقية ومواطنيها.
وأعلت الدولة المصرية من مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة عموما، ودول حوض النيل خصوصا، فضلا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا» التابع لوزارة الخارجية.
وفى العام 2013 علق الاتحاد الأفريقى عضوية مصر بالاتحاد، لكن بعد عام مع تولى الرئيس السيسى انهى الاتحاد تجميد عضوية مصر، واستأنفت حضورها ونشاطها فى العمق الأفريقى، إذ كللت جهودها بترؤس الاتحاد الأفريقى فى دوراته عام 2019.
وفى العام 2016 فازت مصر بعضوية غير دائمة فى مجلس الأمن الدولى للمرة السادسة خلال العامين 2016-2017، كما فازت بأغلبية ساحقة بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى للفترة 2020: 2022 وفى العام 2016 فازت مصر للمرة الأولى بعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى لـ 3 أعوام، وبعدها بعام أى 2018 شاركت مصر فى الدورة 31 لقمة الاتحاد الأفريقى فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، وفى 2020 فازت مصر بأغلبية ساحقة بعضوية مجلس الأمن والسلم الأفريقى للفترة حتى 2022.