10 سنوات إنجازات، فقد وهبت ثورة 30 يونيو لمصر الحياة ووهبت أفريقيا قوة مصر الناعمة، لقد نجحت الدولة المصرية خلال الـعقد الماضى، فى العودة لحضن محيطها الأفريقي، وأن تسهم بفاعلية مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بها، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة، وذلك فى ضوء إدراك القيادة السياسية الواسعة لأهمية الامتداد الأفريقي لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة.
ريادة مصر السنوات الأخيرة على القارة من بوابة ترأسها للاتحاد الأفريقي، فقد تكللت الجهود المصرية فى مسيرة العودة لحضن أفريقيا بترأس الاتحاد الأفريقي لعام 2019، وكانت المرة الأولى التى تتولى فيها مصر الاتحاد الأفريقى منذ نشأته عام 2002، باعتبارها احدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي، وهي الجهود التي قوبلت من الدول الأفريقية بالتقدير الذي انعكس بالمقابل في منح مصر والرئيس الثقة في إدارة والإشراف على الجهود القارية لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية.
القاهرة ساهمت فى مكافحة "كورونا" لـ30 دولة أفريقية 2020
وجاء دور قوة مصر الناعمة ، ففى سبتمبر 2020، وجه الرئيس السيسي بإرسال مساعدات عاجلة إلى 30 دولة إفريقية بقيمة 4 ملايين دولار بلغت كل شحنة منها في حدود واحد ونصف طن لكل دولة، وذلك في إطار مساهمة مصر في الصندوق الإفريقي للاستجابة لفيروس كورونا التابع للاتحاد الإفريقي، كما أرسلت مصر وفدا طبيا لعلاج مصابي الثورة السودانية فى اكتوبر العام الماضى.وخلال الجائحة العالمية، ساندت مصر الأشقاء الأفارقة، ففى يونيو 2021، قدمت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان مستلزمات طبية وأدوية إلى 22 دولة أفريقية وفقا لتوجيهات القيادة السياسية، وفى كلمة ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع هيئة مكتب قمة الاتحاد الإفريقي اغسطس 2020 قال: "مصر قدمت مساعدات طبية عينية إلى 10 دول إفريقية شقيقة لمواجهة تفشي فيروس (كورونا) بقيمة تقارب 1.6 مليون دولار".
قمة الأمم المتحدة للمناخ فى شرم الشيخ Cop27
2022وكانت تطلعات وثقة البلدان الأفريقية فى مصر لمواجهة التحديات كبير، ففي الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، استضافت مصر "قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27" بمدينة شرم الشيخ من أجل وضع حلول بيئية لإنهاء معاناة الملايين من آثار التغير المناخى المتمثلة فى الجفاف والفيضانات والتى تؤدى بدورها إلى انتشار الجوع وظاهرة النزوح، وذلك نظرا لأن أفريقيا كانت ولاتزال الضحية الكبرى للانبعاثات، فرغم مساهمتها بـ4% فقط من الانبعاثات الكربونية العالمية، فإنها تواجه آثار التغير المناخى التى تعيق جهود التنمية، لذا تضع مصر على رأس أولوياتها التحديات التى تواجهها القارة السمراء، وذلك تكريسا لاستراتيجية قيادة القارة والتحدث بلسانها فى المحافل الدولية، وأطلقت الرئاسة المصرية مبادرات عديدة، من أجل أفريقيا، فى مقدمتها مبادرة تغير المناخ واستدامة السلام CRSP،ومبادرة حياة كريمة لأفريقيا.
الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي 2023
ومن المناخ إلى الأموال، فقد استضافة مصر أيضا الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي 2023، للمرة الثالثة، فى 23 من مايو 2023، تحت شعار: «تعبئة تمويل القطاع الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر فى إفريقيا»، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية الشقيقة، والمؤسسات الإقليمية المختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من وزراء المالية ومحافظى البنوك المركزية، وممثلى القطاع الخاص، والأكاديميين وشركاء التنمية من الدول الأعضاء فى مجموعة بنك التنمية الأفريقى.