أثار مقتل مقتل يفجينى بريجوجين قائد مجموعة فاجنر الأمنية الروسية الخاصة مساء الأربعاء الماضى، فى حادثة تحطُّم طائرة روسية خاصة كانت تقل بريجوجين قرب قرية كوجينكينو فى منطقة تفير شمال غرب موسكو، أثناء توجهها من العاصمة موسكو إلى مدينة سان بطرسبرج، أثار العديد من التساؤلات بشأن خليفة بريجوجين المحتمل.
وتشير بعض التقارير إلى احتمال تعيين الجنرال المتقاعد "أندريه تروشيف" المقرب من الرئيس الروسى على رأس فاجنر، واسمه الحركى هو " Sedoy" ويعنى بالروسية "الرأس الرمادي" حيث يختلط الشعر الأبيض بالأسود على رأس الرجل، ولم يكن يوما ما بعيدا عن المؤسسة العسكرية، فهو قيادى جنرال روسى متقاعد وعضو بارز ومؤسس ومدير تنفيذى فى فاجنر، وفقا لوثائق عقوبات الاتحاد الأوروبى والوثائق الرسمية الفرنسية ومصادر مطلعة وتقارير إعلامية روسية.
أشارت تقارير إلى أن "تروشيف"، عاد اسمه إلى الواجهة عقب محاولة التمرد الفاشلة، ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن بوتين قوله أن " Sedoy" كان القائد الحقيقى لفاجنر، واقترح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على مقاتلى المجموعة أن يقودهم أحد كبار المقاتلين المدفوعين، عقب التمرد الفاشل الذى تزعمه بريجوجين.
وبعد مقتل بريجوجين توجهت الأنظار نحو تروشيف، الرجل الذى يتساءل الجميع عن سبب اختيار الكرملين له ليقود المؤسسة العسكرية ويخلف بريجوجين.
وُلد تروشيف فى أبريل عام 1953 فى سانت بطرسبرج، وكان موظفاً سابقاً فى فرقة الاستجابة السريعة الخاصة بوزارة الداخلية الروسية، وضابط متقاعد شارك فى شمال القوقاز، وشارك هذا العسكرى المخضرم فى الحرب السوفياتية على أفغانستان فى الثمانينيات ثم فى حرب الشيشان وفى سوريا ضد تنظيم داعش.
حصل على أوسمة حكومية عديدة مقابل جهوده وخدماته المتميزة لبلاده على حد تعبير تقارير إعلامية محلية، قالت إنه حصل مرتين على وسام الشجاعة ووسام الاستحقاق، لخدمته فى أفغانستان، حصد تروشيف وسام النجمة الحمراء مرتين. حصل على أعلى ميدالية روسية، بطل روسيا، فى عام 2016 لاقتحام تدمر فى سوريا ضد مقاتلى داعش.
خدم أيضا فى وحدة خاصة تسمى الرد السريع، وانضم لصفوف شرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية الروسية فى المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية.
كما لعب دوراً بارزاً فى معارك مجموعة فاجنر فى الاستيلاء على مدينة باخموت شرق أوكرانيا. والأهم أن تروشيف يخلو سجله العسكرى من الشكاوى، وهو يعرف كيف ينفذ الأوامر دون اعتراض.
قال عنه الاتحاد الأوروبى أن من بين شركاء تروشيف ديمترى أوتكين، وهو ضابط سابق فى القوات الخاصة بالمخابرات العسكرية الروسية، كما وصفه الاتحاد الأوروبى بأنه "المدير التنفيذى (رئيس الموظفين) لمجموعة فاجنر" فى وثيقته لعام 2021 التى تقول أيضا إنه كان أحد الأعضاء المؤسسين للمجموعة.
كما قال الاتحاد الأوروبى أن أندريه تروشيف شارك بشكل مباشر فى العمليات العسكرية لمجموعة فاجنر فى سوريا، وتحديدا فى دير الزور. ووصفته بريطانيا فى وثائق العقوبات الخاصة بسوريا بأنه الرئيس التنفيذى لشركة فاجنر.
وظهرت صورة فى وسائل الإعلام الروسية عام 2017 تظهر بوتين إلى جانب تروشيف وأوتكين وآخرين يرتدى كلا الرجلين عدة ميداليات. يُعتقد أن الصورة تعود لعام 2016.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، أن تروشيف يعد أحد الشخصيات العامة القليلة فى "فاجنر"، التى "لم تكن مدرجة فى قائمة ركاب الطائرة المنكوبة" التى سقطت شمال غربى موسكو، وأدوت بحياة بريجوجين.
ووفقا لتقرير الصحيفة نفسها، قال خبير الشؤون العسكرية بمجلس الشؤون الدولية الروسى، أنطون مارداسوف، أن "تروشيف قد يكون أحد القادة المستقبليين لفاجنر الجديدة؛ لأن فاجنر القديمة لن تكون موجودة".
وخلال الأسابيع الأخيرة، قالت قنوات فى تلجرام ومدونون عسكريون مرتبطون بـ "فاجنر"، إنه "تم طرد تروشيف من المجموعة"، زاعمين أنه "خان بريجوجين" بعد تمرده الفاشل على الجيش الروسى فى يونيو الماضى، وكان (تروشيف) حريصا على "إبرام صفقة" مع وزارة الدفاع.