صمود مربك للاحتلال، أبداه أهالي قطاع غزة علي مدار أكثر من شهر، منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل بعد عمليات الفصائل الفلسطينية 7 أكتوبر، وأسفرت عن أكثر من 10 آلاف شهيد غالبيتهم من المدنيين والأطفال ، وهي الأرقام التي تعكس نوايا إسرائيلية لا يمكن انكارها لإرغام الأهالي علي النزوح القسري خارج الحدود الفلسطينية باللجوء إلى الأردن وسيناء هرباً من الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمنشأت المدنية.
حشد عسكري أمريكي يعكس نوايا واشنطن
وأمام حالة الثبات والتماسك الظاهرة في قطاع غزة ، وهو ما انعكس علي التخبط الإسرائيلي فيما يخص الاجتياح البري الشامل، توالت المساعدات الغربية والأمريكية لقوات الاحتلال ، عبر وسائل دعم مختلفة ، حيث وصلت مساء الأحد الغواصة النووية "أوهايو" لمياه الشرق الأوسط لتنضم بذلك إلى حاملتي الطائرات "آيزنهاور" و"جيرالد فورد" ومجموعة السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية والتي سبق أن نشرهما الجيش الأمريكي في المنطقة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان على حسابها بمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "الغواصة النووية من طراز أوهايو وصلت إلى منطقة مسئولية القيادة المركزية الأمريكية"، فيما علقت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بقولها إن اعتراف الولايات المتحدة بموقع غواصة "أوهايو" يعد نادرا للغاية لأنها تمثل جزءا مما يسمى "الثالوث النووي" الأمريكي للأسلحة الذرية، والذي يتضمن أيضا صواريخ باليستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية.
وقبل قرابة أسبوعين، وصل تل أبيب جنرال من مشاة البحرية الأمريكية والعديد من الضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين إلى إسرائيل للمساعدة في تقديم المشورة لقيادة الجيش الإسرائيلي في عمليته في غزة، ما يعكس مدى الدعم والمشاركة العميقة لإدارة بايدن في الحرب في غزة ودورها في التخطيط العسكري الإسرائيلى.
ووفقا لموقع أكسيوس كان من بين ضباط مشاة البحرية الذين تم إرسالهم جنرال يدعى جيمس جلين، الذي كان يرأس سابقًا العمليات الخاصة لمشاة البحرية وشارك في العمليات ضد داعش في العراق، وقالت مصادر مطلعة أنه من غير المتوقع أن يبقى جلين في إسرائيل لمتابعة الغزو البري للجيش الإسرائيلي.
وأكد المسئولون الأمريكيون، أن جلين والضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين لا يقومون بتوجيه العمليات، لكنهم يقدمون المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي حول خططه في غزة، وقد ركز هذا في المقام الأول على الغزو البري الإسرائيلي المتوقع وتبادل الضباط الأمريكيون الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من قتال داعش في الموصل.
ومنذ بداية الحرب، قررت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها اشارت الى ان المستشارين الموفدين لإسرائيل هم خبراء في حرب الشوارع
ووفقا لشبكة سي ان ان، فإن المستشارين العسكريين الأمريكيين في إسرائيل يستشهدون بالدروس المستفادة على وجه التحديد من معركة الفلوجة في عام 2004 من خلال مساعدة قوات الاحتلال في وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لهزيمة حركات المقاومة الفلسطينية وحماس واجتياح غزة بريا.
مرتزقة أوروبا علي خطوط المواجهة
وبخلاف الدعم الأمريكي المفتوح، كشفت صحيفة إسبانية النقاب عن تسلل مرتزقة إلى صفوف جيش الاحتلال، ومن بينهم مقاتل إسباني يدعي بيدرو دياز فلوريس، والذي قال أنه تم تجنيده مقابل مبلغ نقدي كبير، ليقاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وتحدث فلوريس بالتفصيل عن الظروف التي يعيشها في صفوف الجيش الإسرائيلي، في ظل الحرب الدائرة ضد حركة الفصائل مؤكدا أنها جيدة حتي الآن، وتابع : "لقد جئت من أجل المال، إنهم يدفعون جيدا ويقدمون معدات جيدة والأجر هو 3900 يورو في الأسبوع.. نحن نقدم فقط الدعم الأمني لقوافل الأسلحة الإسرائيلية".
تفريغ القطاع قسراً بقوة الحديد والنار
وأمام تزايد الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات والمباني المدنية ، وفي ظل ارتفاع فاتورة الشهداء وتشكيل الأطفال والنساء والعزل غالبيها ، يتبين بما لا يدع مجالاً لشك سعي إسرائيل لتفريغ قطاع غزة من سكانه وإرغامهم عبر القصف المستمر علي النزوح القسري إلى الحدود المصرية أو الأردنية ، ما ينسف بدوره حل الدولتين ، ويمنح الاحتلال فرصة السيطرة علي أراضي القطاع.
التحركات العسكرية للاحتلال ، تبعت محاولات مشبوهة من وراء الستار أقدمت عليها تل أبيب وكشفت تفاصيلها صحيفة نيويورك تايمز ، مساء الأحد، حيث قالت إن إسرائيل حاولت سرا بناء دعم دولى فى الأسابيع الأخيرة لنقل عدة مئات من الآلاف من المدنيين من غزة إلى مصر خلال فترة حربها على القطاع، وفقا لما أفاد به ستة دبلوماسيين أجانب رفيعى المستوى.
وأوضحت الصحيفة أن القادة والدبلوماسيين الإسرائيليين اقترحوا سرا الفكرة لعدد من الحكومات الأجنبية، ووضعوها فى إطار "مبادرة إنسانية" للسماح للمدنيين بالهروب بشكل مؤقت من المخاطر فى غزة إلى مخيمات لاجئين فى صحراء سيناء عبر الحدود فى مصر.
وتم رفض الاقتراح من قبل أغلب من استمعوا إلى الإسرائيليين، ومنهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب الصحيفة، بسبب مخاطر أن يصبح هذا النزوح الهائل دائما. وذكر التقرير أن هذه الدول تخشى أن يؤدى هذا التطور إلى تقويض استقرار مصر وغياب أعداد كبيرة من الفلسطينيين عن أراضيهم، بحسب الدبلوماسيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم.
كما تم رفض الفكرة بشدة من قبل الفلسطينيين، الذين يخشون أن تستغل إسرائيل الحرب، لنقل أكثر من مليونى شخص يعيشون فى قطاع غزة بشكل دائم.
وقالت نيويورك تايمز أن أكثر من 700 ألف فلسطينى تم تهجيرهم أو طردهم من منازلهم فى حرب عام 1948. ويحذر العديد من أحفادهم من أن الحرب الدائرة حاليا ستنتهى بنكبة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة