قادت الدولة المصرية ولا تزال جهودا دولية حثيثة لرفع المعاناة عن أهل غزة، والمساعدة فى تضميد جروحهم، وعلاج مصابيهم فى المستشفيات المصرية، فقد أسفرت المحادثات الدبلوماسية التى أجرتها مصر مع كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطينى، إلى اتفاق لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى نجحت القاهرة فى انتزاعه بعد مشاورات مكثفة ولقاءات.
ونجحت الدبلوماسية المصرية، فى إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى وإدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل االحالات الحرجة وبينهم أطفال.
واليوم أطلقت مصر، قافلة صندوق تحيا مصر تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"، محملة بمختلف المساعدات الإغاثية والإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
تتضمن القافلة 199 شاحنة بها أكثر من 2510 أطنان تحتوي على كافة الاحتياجات الملحة والضرورية، وفي مقدمتها القافلة الطبية والتي تمثل أهمية قصوى للقطاع الطبي في غزة، لعلاج مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.
وقال تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، أن القافلة الطبية تشمل الأجهزة الطبية مثل (أجهزة صدمات القلب وفحص الدم، وقياس سكر وضغط، وتنفس نيبوليزر، وقياس حرارة عن بعد، وأجهزة ضغط ديجيتال، وأجهزة قياس ومنظمات الأكسجين) وأَسِرَّة العناية المركزة والمراتب الطبية، والخيوط الجراحية والمخدر ، والمحاليل الوريدية، ومستلزمات للطوارئ وغرف العمليات والكسور، وأدوية الأمراض المزمنة، وأدوية الأورام والكلى والمخ والأعصاب، والمسكنات والمضادات الحيوية والحقن، وأدوية لعلاج الحروق من الدرجات: الأولي والثانية والثالثة، وبدل طبية متعددة الاستخدام، وقفازات طبية، وأكياس قطنية، وكمامات، وزجاجات كحول، فضلًا عن سيارتي إسعاف مجهزتين بأحدث الأجهزة والمعدات؛ لإتمام عمليات الإنقاذ للجرحى وتجنب تدهور وضع المرضى أو فقدانهم لحياتهم.
وقبل أيام وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الجهات المعنية بسرعة التنسيق لاستقبال الأطفال حديثى الولادة من قطاع غزة، واجرت الدولة المصرية اتصالات مكثفة لنقل الأطفال حديثي الولادة من مستشفيات قطاع غزة إلى مصر، حفاظاً على حياتهم.
على مدار أكثر من شهر يعانى أطفال غزة فى المستشفيات بسبب نقص الوقود، ولجأ الأطباء للف الأطفال المبتسرين فى ورق حرارى ووضعهم بجوار ماء ساخن فى محاولة بائسة لإبقائهم على قيد الحياة، خاصة بعد وفاة عدة أطفال أثناء وجودهم فى وحدة العناية المركز والحضّانة.
وأصبحت حياة أكثر من مليون طفل فى قطاع غزة مهددة مع انهيار الخدمات الصحية، فى حين أصبح الكثير من الأطفال فى عداد المفقودين أو تحت أنقاض المبانى المدمرة وفقا لما قالته كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة اليونسيف.