دور محوري عابر لكافة التوجهات السياسية، تمكنت مصر من لعبه لعى مدار العقود الماضية، نجحت لأن تكون وسيط نزيه موثوق فيه من كافة الأطراف، الجانب الفلسطينى بفصائله والجانب الإسرائيلي، كما نجح فى رفع المعاناة عن كاهل الفلسطينيين فى حروب ست شنتها إسرائيل تساقط فيها عددا كبيرا من الشهداء الفلسطينيين.. ونستعرض فى هذا التقرير الدور الجهود المصرية العقود الماضية.
عام 2008 "الرصاص المصبوب"
وبذلت مصر جهودا حثيثة مع جميع الأطراف لمنع انفجار الموقف، عندما اندلعت مواجهات بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، نفذت فيها إسرائيل أطلقت عليها عملية "الرصاص المصبوب" وهــي معركــة أسفرت عن استشهاد 1400شهيد وأكثر مـن 400 طفــل و240 امــرأة.
صفقة جلعاد شاليط 2011
كانت لمصر اليد العليا فى الصفقة، فللمرة الأولى انخرطت الدولة المصرية فى وساطة جادة بين الجانب الفلسطينى آنذاك، متمثل فى حركة حماس والجانب الإسرائيلى، ونجحت فى النهاية فى الإفراج عن جندى إسرائيلى أسير يدعى "جلعاد شاليط" لدى الحركة، تمكنت الأخيرة قبل 5 سنوات من أسره ووقع فى قبضتها بعد عدة أشهر من تجنيده في 25 يونيو 2006 ونقله إلى قطاع غزة.
وعدّت حماس وقتها أن لديها صيداً ثميناً، لإسرائيل، ورغم الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة حينها، فإنها لم تتمكن من الوصول إلى مكان احتجاز شاليط، واضطرت لخوض مفاوضات تبادل مع حماس استمرت 5 سنوات، ومع دخول الوساطة المصرية بين الطرفين، تم إبرام الصفقة وأطلقت حماس عليها اسم صفقة "وفاء الأحرار".
ونجحت الوساطة المصرية للمرة الأولى في 2 أكتوبر 2009 في تأمين الإفراج عن 19 أسيرة فلسطينية مقابل إصدار دليل مادى يثبت بأن شاليط لا يزال حيًّا وتمت الصفقة وسلمت حماس شريطًا لإسرائيل يظهر فيه شاليط بصحة جيدة.
وعقدت صفقة أخرى للافراج عنه، وبموجبها تم الإفراج عن شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً على مرحلتين، وتم إطلاق سراح الجندي، في 2011، مقابل إطلاق سراح 1027 بينهم قائد حماس الحالي، يحيى السنوار، وشملت المرحلة الأولى من الصفقة الإفراج عن 477 أسيرا فلسطينيا مقابل شاليط وكان الجانب المصري هو الضامن لإتمام المرحلة الثانية من الصفقة.
عام 2012 "عامود السحاب"
استمرت عمليات عامود السحاب الإسرائيلة 8 أيـام، وأسـفرت عـن استشـهاد نحـو 180 فلسـطينيا، بينهـم 42 طفـا و11 امـرأة، وجـرح نحـو 1300 آخريـن، فـي حيـن قتـل 20 إسـرائيلي وأصيــب 625 آخــرون، ونجحت مصر للتوصل لهدنة من خلال لعب دور الوسيط بين إسرائيل والفصائل.
عام 2014"الجرف الصامد"
منذ عام 2014، نجحت الجهود المصرية في استعادة التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، خلال عملية "الجرف الصامد" التى استمرت 51 يوم، وتوقــف العــدوان بموجــب مبــادرة مصريــة. وبعد وقـف العـدوان الإسـرائيلي، عقـد مؤتمـر إلعـادة إعمـار غـزة فـي القاهـرة برعايـة الرئيـس عبـد الفتـاح السيسـي ومشـاركة 50 منظمـة وحكومـة، حيـث تعهـدت الـدول المشـاركة بتقديـم 4.5 مليـارات دوالر للفلسـطينيين.
عدوان مايو 2021
خلال عدوان مايو 2021 (حرب الـ11 يوم) قامت مصر بدور كبيرا أدى إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 240 فلسطينيا، وإصابة المئات، حيث نجـحت الجهـود المصريـة فـى وقـف إطـلاق النـار بيـن الجانبيـن الفلسـطينى والإسرائيلي بتوجيهــات مــن الرئيــس عبدالفتــاح السيســى، ولعبـت الوسـاطة المصريـة دورا محوريـا فـي نجـاح التوصـل لوقـف إطـاق النـار فـي إسـرائيل وغـزة، حيـث دفعـت مصـر بـكل قـوة بثقلهـا السياسـي مـن أجـل إنجـاح وسـاطتها بيـن إسـرائيل والفلسـطينيين، وتكللـت هـذه الجهـود بدخـول وقـف إطـاق النــار حيــز التنفيــذ.وشـهد يـوم 18مايـو إطـلاق الرئيـس عبدالفتــاح السيسـى مبـادرة مهمـة إعـادة إعمـار قطـاع غـزة مـن خـلال تخصيـص 500 مليـون دولار لإعـادة إعمـار القطـاع، بمشـاركة شـركات مصريـة، ليتنفـس قطـاع غـزة الصعـداء كبيـرا بعـد العـدوان الإسـرائيلى الغاشـم الـذى خلـف دمـارا كبيرا.
مواجهات أغسطس 2022
أطلقت إسرائيل في الخامس من أغسطس 2022، عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم "الفجر الصادق" استهدفت قادة الفصائل، أبرزهم تيسير الجعبري وخالد منصور.فيما ردت الفصائل، بإطلاق نحو 1000 صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل والمستوطنات.وخلال المواجهات لعبت القاهرة دورا كبيرا فى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل في قطاع غزة، لاحتواء التصعيد في القطاع في إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر، وخلال 3 أيام متصلة وقف اطلاق النار، كما بذلت جهودها للإفراج عن الأسير الفلسطينى خليل العواودة ونقله للعلاج، كما عملت على الإفراج عن الأسير بسام السعدي.
هدنة 2023
نجحت مصر بعد اتصالات ومشاورات مكثفة فى التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 4 أيام، بين حماس وإسرائيل بعد قصف عنيف شهده القطاع ومجازر دامية بحق الفلسطينيين على مدار 49 يوما، وبموجب اتفاق الهدنة، يتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 4 شاحنات وقود يوميا وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
وفى ثانى أيام الهدنة دخل نحو 260 شاحنة مساعدات إضافية وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن فرقه في غزة استلمت 160 شاحنة مساعدات، كما شهد اليوم الأول من الهدنة "إدخال 200 شاحنة مساعدات، وكذلك شاحنات إلى المستشفيات الميدانية، حيث دخلت 15 شاحنة تابعة للمستشفى الميداني الأردني، و11 شاحنة تابعة للمستشفى الميداني الإماراتي وبرفقتهم الطاقم الخاص بهم".
وتم استقبال 17 مصابا يرافقهم 15 شخصا، و12 من المصابين الفلسطينيين جرى سفرهم ومُرافقيهم إلى الإمارات وتركيا"، و134 فلسطينيا كانواعالقين في مصر عادوا إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة