اثار بارون المخدرات الأشهر فى العالم، بابلو اسكوبار، جدلا كبيرا مرة أخرى على مواقع الصحف العالمية، رغم مرور حوالى 30 عاما على وفاته، حيث أنه توفى فى ديسمبر 1993، على يد السلطات، ، لا تزال حياته تثير الجدل لدى عدد كبير من الأشخاص الذين عرفوا المسلسلات والأفلام والإنتاجات التى تم إنتاجها عن أكثر تجار المخدرات المطلوبين في تاريخ كولومبيا، إضافة إلى استمرار الكشف عن أشياء لم يتم نشرها في وقت سابق.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية، إلى أن أخر تلك القصص التي تم نشرها عن حياة بابلو اسكوبار ، هو العثور على بقايا من طائرة اسكوبار غارقة فى جزر البهاما ، وهي طائرة من طراز كيرتس سى-46، والتي كانت في الثمانينات من أكبر الطائرات في العالم، وتتمتع بالقدرة على نقل كميات كبيرة من البضائع، التي استخدمها تجار المخدرات الكولومبيون لتهريب شحنات المخدرات إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد وفاته بـ30 عاما.
وانتهى الأمر بهذه الطائرة في البحر الكاريبيى بعد أن فشلت في الهبوط في نورمان كاي، وهي جزيرة في جزر البهاما كانت مملوكة لكارلوس ليدر، أحد شركاء إسكوبار في كارتل ميديلين، وبسبب الاعتراف الدولي بجرائم بابلو إسكوبار، فقد منع آلاف الزوار من السفر إلى جزر البهاما للبحث عن طائرة اسكوبار، مع أنه لم تؤكد أي جهة وجود هذه الطائرة في هذه المنطقة.
ولكن قام المصور الأمريكى كين كيفر بذلك في البحر الكاريبي، ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور لما كانت عليه رحلة زيارة طائرة ملك الكوكايين.
طائرة بابلو اسكوبار
وقال كيفر "تحطمت الطائرة أثناء صفقة مخدرات لبابلو إسكوبار ، وكان من الرائع أن نرى وأن نكون قريبين من جزء من التاريخ الذي أصبح الآن أيضًا موطنًا للحياة البحرية، ويقال إنه بين عامي 1978 و1982، كان ليدر هو الشخص المسؤول عن هذه الجزيرة فى جزر البهاما، بينما استخدم إسكوبار هذا المكان لجمع ثروة جعلته أحد أغنى الأشخاص في العالم.
في نورمان كاي، كان هناك مهبط طائرات يزيد طوله عن كيلومتر واحد، والعديد من أجهزة الرادار للكشف عن الطائرات الغريبة، وكان لعدة سنوات مكانًا خارجًا عن القانون.
كما بدأت الحكومة ببدء عملية تعقيم أفراس النهر الذى جلبه تاجر المخدرات بابلو إسكوبار إلى الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية، لأن هذا النوع لا يتوقف عن التكاثر ويمثل بالفعل تهديدًا للسكان المحليين والنظام البيئي، كما أن الحكومة الكولومبية ستبدأ خطة السيطرة على تكاثر افراس نهر اسكوبار، والتى لا تشمل فقط التعقيم بل أيضا القتل الرحيم والنقل، وفقا لصحيفة لا كلارين الأرجنتينية.
وأكدت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الكولومبية، سوزانا محمد، أنه من المتوقع تعقيم 20 من أفراس النهر، على أن يتم المضى قدماً فى تعقيم 40 سنوياً بدءاً من عام 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اقتراح خطة الإدارة المصممة لهذه الأنواع من افراس النهر لمدة 20 عامًا فى المستقبل، على الرغم من أن الحكومة تعرب عن أملها فى تقليل هذه المدة إلى النصف، حيث تبلغ تكلفة كل عملية تعقيم حوالى 9800 دولار وهى عملية "معقدة ومكلفة".
وأشار الخبراء إلى أن عمليات التعقيم تشكل خطرا على الحيوانات حيث أنها تستمر بين 6 أو 7 ساعات، بالإضافة إلى عملية التخدير أو المضاعفات التى تؤدى إلى موتها.
وواجهت كولومبيا مشكلة أفراس النهر لمدة 30 عامًا، عندما قدمها إسكوبار إلى البلاد كجزء من "حديقة الحيوان" الخاصة به. ومع موته على يد الشرطة فى عام 1993، هربت الحيوانات ووجدت موطنًا مثاليًا فى منطقة ماجدالينا ميديو، مع كل ما تحتاجه من طعام، ومناخ مناسب وخالية من الأعداء الطبيعيين، حيث أن هناك توقعات لإحدى الدراسات المحلية بأن يقفز عدد هذه الحيوانات بحلول عام 2034 إلى نحو 1400 فرس نهر، وهو ما قد يشكل كارثة بيئية بحسب السلطات. خاصة أن هذه الحيوانات تفترس يوميا نحو 40 كيلوجراما من العشب وتسمم فضلاتها نهر ماجدالينا.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت السلطات الكولومبية بهدم منزله ومتحفه فى مدينة ميديلين، وذلك لأنه لم يكن لديه التصاريح اللازمة، وقررت السلطات الكولومبية هدم منزل امبراطور المخدرات، بابلو اسكوبار، والذى يعتبر متحفا أيضا فى مدينة ميديلين، بالإضافة إلى أن تدمير المبنى يأتى فى إطار حملة على ما تصفه السلطات بأنه "مشكلة متزايدة تتمثل بسياحة المخدرات"، مشيرة إلى انجذاب السياح إلى "أسطورة إسكوبار"، حسبما قالت صحيفة "التيمبو" الكولومبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن 50 مسئولا فى وزارة الأمن والتعايش والإدارة الإقليمية فى كولومبيا بالتعاون مع الشرطة الكولومبية اتخذوا قرار بهدم المنزل الواقع فى لوما ديل إنديو فى ميديلين، وذلك بعد سنوات من التقاضى والعقوبات الحضرية المختلفة، وتم التحقق من هدم البناء الغير قانونى كما وأرسلت السلطات الكولومبية 9 مفتشين للتأكد من هدم منزل اسكوبار الذى كان معقل المخدرات فى البلاد، والذى كان عبارة عن طابقين، ولم يكن لديه التصاريح اللازمة لتشغيله كمتحف وفتحه للجمهور.
ويمتلك المنزل الآن شقيقه روبرتو اسكوبار، الملقب بـ "الاوسيتو"، وهو الذى قام بفتح المنزل كمتحف تكريما لبابلو اسكوبار.
وبسبب التشغيل غير القانونى لهذا المنزل، تم تغريم روبرتو اسكوبار 38 مليون بيزو، بينما تم إغلاق منزل المتحف فى سبتمبر 2018 ؛ عندما عرض جولة فى العقار مقابل 30 دولارًا، وباعتباره متحفا، كان يحتوى على مقتنيات بابلو اسكوبار.
وقال رئيس بلدية ميديين السابق فيديريكو جوتيريز عام 2019، عندما هُدم منزل كاسا موناكو، أحد ممتلكات إسكوبار: "نحن اليوم مثال على الابتكار والاندماج الاجتماعى، ونواصل التقدم فى عملية التجديد الحضرى التى ستسمح لنا ببناء مدينة موضع ثقة".
وكان الزوار الذين يدفعون 50 دولارًا لزيارة المتحف فى حى بوبلادو يستقبَلون بصورة لبابلو إسكوبار مع الممثل الأمريكى مارلون براندو بشخصية دون فيتو كورليونى. وزُينت بوابة الدخول بصورة للطائرة التى استخدمها إسكوبار لنقل شحنة الكوكايين الأولى.