المطران منير حنا

الشعب السالك فى الظُلمة.. أبصر نورًا عظيمًا

الخميس، 04 يناير 2024 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم نحن نتذكر ميلاد السيد المسيح، ونتذكر أيضا أنه جاء يبشر باقتراب ملكوت السماوات، ويدعونا إليه؛ حيث نجد فيه السلام والمحبة والرحمة. إلا أننا نشعر بحزن شديد لما يحدث من دمار وخراب وموت على أرض فلسطين، التى ولد وعاش فيها المسيح.  
 
فكم هو مؤلم أن نرى الآباء والأمهات يحملون أطفالهم الذين فارقوا الحياة، وهم يبكون بلوعة ومرارة، ونرى البيوت تتساقط على رؤوس ساكنيها، والشيوخ والنساء والأطفال نازحين من قراهم وبيوتهم؛ ليبتعدوا عن القنابل التى تسقط عليهم كالمطر، حقا إنها ظلمة العنف والموت والظلم التى تُخيم على الناس فى تلك الأرضى المقدسة. 
 
ولكن لا بد من أن يأتى يوم وتنقشع الظلمة، كما حدث وقت ميلاد السيد المسيح، كما تنبأ إشعياء النبى فى قوله: «الشعب السالك فى الظلمة أبصر نورا عظيما. الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور... لأنه يُولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام» أشعياء 9:2,6
 
 لقد جاء المسيح مجسدا محبة الله للبشرية، جاء نورا للعالم كما ذكر الإنجيل: «فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، والنور يضىء فى الظلمة، والظلمة لم تدركه... كان النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان فى العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله» إنجيل يوحنا الإصحاح الأول.
 
 إن ظُلمة الخطية والموت التى ملأت قلوب الكتبة والفريسيين اليهود، جعلتهم يرفضون المسيح ويُسلمونه لكى يُصلب ويموت ويُدفن، إلا أنه قام فى اليوم الثالث منتصرا على ظُلمة الموت بنور عجيب. 
 
لذلك؛ فإن ميلاد السيد المسيح وقيامته من الأموات تعطينا الرجاء والأمل، ولا بد من أن يشرق النور على الشعب السالك فى الظلمة؛ كما حدث عندما وُلد المسيح.
 
إننا اليوم نصلى أن تنقشع ظلمة الموت والدمار والقتال، وتعيش شعوب العالم فى نور الإيمان، وتستمتع بسلام الله الذى يفوق كل فهم، خاصة فى هذه المنطقة التى عاش فيها المسيح.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة