تخيل تلك اللحظة التي تدخل فيها إلى السرير بعد يوم طويل من العمل والإرهاق وتريد أن تبتعد قليلاً عن شاشات هاتفك الذكى وتمسك بكتابك المفضل الذى قرأته مرات عديدة من قبل لكنك تحب أن تقرأه مرة أخرى، يفضل محبو القراءة إعادة قراءة الكتب بنهم مرارًا وتكرارًا لسنوات، ولكن السر أكبر من مجرد الاستمتاع بمتابعة حبكة الرواية أو القصة التي تقلب صفحاتها.
في المرة الأولى التي تقرأ فيها كتابًا، يبدو الأمر أشبه باللغز، أنت تركز على محاولة تجميع القطع واكتشاف الشخصيات والتعرف على القصة، ولكن في المرة الثانية التي تقرأها فيها، تجدها تجربة مختلفة تمامًا أنت تعرف ما سيحدث وكيف ولكن تريد قرائتها مرة ثانية، وهذا ما يحدث مع روايات إحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وغيرها من الروايات القديمة التى نفضل إعادة قرائتها أكثر من مرة.
وفقاً لدراسة أجرتها الدكتورة شيرا جابرييل كلايمان، أستاذة علم النفس بجامعة بوفالو الأمريكية، حول فوائد إعادة قراءة كتبك المفضلة، فإن إعادة قراءة الكتب يمكن أن تمنحنا إحساسًا بالارتباط بالشخصيات الموجودة داخل الكتب، على سبيل المثال، إذا أعدت قراءة كتب "هاري بوتر"، فقد تشعر في كل مرة بالارتباط بهاري وأصدقائه وتشعر وكأنك جزء من هذا العالم السحري وفي كل مرة تقرأها، يتعزز هذا الاتصال في ذهنك إن إعادة القراءة يمكن أن تجعلك تشعر بأنك أقل وحدة وتشعر بتحسن في حياتك."
وبحسب موقع Y Canada، إعادة قراءة كتبك المفضلة يمكن أن يكون لها نفس النوع من التحفيز الذهني مثل إعادة مشاهدة أفلامك المفضلة عندما تربط شيئًا ما أو مكانًا ما بذكريات إيجابية، فمن السهل أن تقع في حالة من الرضا دون عناء في كل مرة تقرأ كتابك المفضل.
يبدو أن إعادة قراءة كتبك المفضلة والصحة النفسية يسيران جنبًا إلى جنب، مهما كانت مخاوفك من الحزن أو الاكتئاب، فإن اختيار رواية مشهورة يمكن أن يكون مجرد العلاج الذي تبحث عنه.
وقالت الدكتورة جابرييل كلايمان، إن قراءة الروايات تساعد على تحسين حالتك المزاجية وعلاقاتك الشخصية، حيث إن أي كتاب يحتوي على قصة يمنحنا فرصة للشعور بالارتباط بالآخرين ويمكن أن يقلل من شعورنا بالوحدة".