أكد المدير الاقليمي للإعلام والمناصرة في اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عمار عمار، الأربعاء، أن حوالى 1000 طفل فلسطيني في غزة بترت أطرافهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة المستمرة، مشيرا إلى أن هؤلاء الأطفال عاشوا أوضاعا مروعة نتيجة القصف العنيف وهو ما أكدوه خلال تحدثهم إلى "يونيسيف"، بالإضافة لفقدانهم عوائلهم والنزوح عدة مرات أملا في الوصول لأماكن أكثر آمنا.
وأشار عمار في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن أطفال غزة يعيشون ظروفا غير إنسانية ومأساوية، وذلك نتيجة نقص الخدمات الأساسية المتعلقة بخدمات الدعم النفسي والتأهيل الحركي والجسدي المطلوب للتأقلم مع حالتهم الجديدة بعد مرور 20 أسبوع من القصف المتواصل والعمليات العسكرية.
وأوضح أن أطفال غزة مرضى وعطشى وجائعون ويحتاجون لكافة سبل المساعدة والدعم، المياه الصالحة للشرب، الطعام الكافي، الرعاية الصحية، كذلك خدمات الدعم النفسي، داعيا إلى ضرورة وضع حد للقصف المكثف الذي يعيق وصول المساعدات ما يتطلب وقفا فوريا لوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد المدير الإقليمي للإعلام بـ"اليونيسيف" أن الحل الوحيد لحماية أطفال قطاع غزة دخول المساعدات الإنسانية وإنقاذ حياة مئات آلاف الأطفال الذين يعانون بشكل كبير، لافتا إلى أن الأمراض تنتشر بشكل سريع للغاية داخل القطاع لعدة أسباب منها المياه غير الصالحة للشرب، عدم توافر مياه نظيفة كافية للشرب، وكذلك عدم وجود الطعام الكافي يقدم قيمة مضافة لصحة الأطفال.
ولفت إلى المعاناة الكبيرة في البنية التحتية داخل غزة خاصة خدمات الصرف الصحي غير المتوفرة، الظروف الجوية الصعبة التي تؤثر على صحة الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون في أماكن مكتظة وخيام لا تحميهم من برد الشتاء، موضحا أن هذه العوامل تخلق حركة مميتة وتؤدي لزيادة الإصابات بين الأطفال.
وأكد أن المزيد من سكان غزة يعانون من الجوع والعطش والضعف، ويصابون بالمرض، موضحا أن 90% على الأقل من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدي واحد أو أكثر، وأصيب 70% بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بخط الأساس لعام 2022.
وعن الوضع الخاص بصحة الأطفال في غزة، وصف "عمار" الوضع الصحي لأطفال غزة بالكارثي خاصة فيما يتعلق بالخدمات الصحية، مشيرا لانهيار معظم الخدمات الصحية وعدد قليل منهم يعمل على الاستجابة للحالات الحرجة الناتجة عن القصف المستمر ومعالجة الأطفال الذين يسقطون جرحى بالتالي، مشددا على أهمية وجود ضرورة قصوى بتعزيز تغذية الأطفال والحفاظ على الخدمات الأساسية المتبقية وتعزيزها سواء بالمستشفيات أو المراكز الصحة، محذرا من الخطر المباشر على حياة مئات الأطفال داخل القطاع.
ودعت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية إلى توفير الوصول الآمن ودون عوائق والمستدام لتقديم المساعدة الإنسانية المتعددة القطاعات بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة. ويشمل ذلك الأطعمة المغذية وإمدادات التغذية والخدمات الأساسية للأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية والمعرضين للخطر حتى يتمكنوا من الوصول بأمان إلى الرعاية الصحية والتغذية وخدمات العلاج، وخاصة الرضع والأطفال الصغار دون سن الخامسة. وأضاف، إنه يجب حماية المستشفيات والعاملين الصحيين من الهجمات حتى يتمكنوا من ذلك، توفير العلاج والرعاية الحرجة بأمان. ولا يزال وقف إطلاق النار الإنساني الفوري يوفر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.
