جوع كارثى يهدد حياة السودانيين.. تحذيرات أممية: 5 ملايين شخص مهددون بـ"انعدام أمن غذائى" الأشهر المقبلة.. 3.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.. ومحطة الشرب الوحيدة بأم درمان ستتوقف عن العمل

الأحد، 17 مارس 2024 04:00 ص
جوع كارثى يهدد حياة السودانيين.. تحذيرات أممية: 5 ملايين شخص مهددون بـ"انعدام أمن غذائى" الأشهر المقبلة.. 3.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.. ومحطة الشرب الوحيدة بأم درمان ستتوقف عن العمل حرب السودان
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقترب الحرب فى السودان من عامها الأول والتى اندلعت فى منتصف أبريل 2023، ويصاحبها جوع كارثى خلف مأساة إنسانية لملايين السودانيين سواء داخل السودان أو النازحين، ويوميا تدق منظمات أممية ناقوس الخطر وتعرب عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية فى السودان والجوع الذى يعانى منه السودانيون.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 5 ملايين سودانى مهددون فى غضون بضعة أشهر بمواجهة "انعدام أمن غذائى كارثي"، نتيجة الحرب الأهلية الدائرة فى البلاد منذ ما يقرب العام.

وكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث فى مذكرة إلى مجلس الأمن الدولى، أنه "من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية، فإن ما يقرب من 5 ملايين سودانى، يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية، يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائى كارثى فى بعض أنحاء البلاد فى الأشهر المقبلة".

وقال غريفيث إن المستويات الحادة من الجوع سببها شدة تأثير الصراع على الإنتاج الزراعى، والأضرار التى لحقت بالبنية التحتية الرئيسية وبمصادر الرزق، وتعطل تدفقات التجارة، والزيادات الحادة فى الأسعار، والعوائق التى تعطل وصول المساعدات الإنسانية، والنزوح واسع النطاق.

وكتب: "من المتوقع أن يقع نحو 730 ألف طفل فى أنحاء السودان ضحية سوء التغذية الحاد والشديد، من بينهم أكثر من 240 ألف طفل فى دارفور. لوحظت بالفعل طفرة غير مسبوقة فى وصف علاج الهزال الشديد، وهو العرض الأكثر فتكا لسوء التغذية، فى المناطق التى يمكن الوصول إليها".

كما حذرت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ لمنظمة يونيسيف فى السودان جيل لولر، من أن أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد آخذة فى الارتفاع، متوقعة أن يعانى ما يقرب من 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام فى السودان؛ بما فى ذلك 730 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة، فاحتياجات الأطفال فى الخرطوم وحدها هائلة وكذلك فى دارفور وباقى أنحاء البلاد.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى - عبر الفيديو للصحفيين - بالأمم المتحدة فى جنيف بعد أن قادت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ لمنظمة يونيسيف فى السودان جيل لولر، فريقا من 12 موظفا من المنظمة فى مهمة إلى أم درمان (الخرطوم) الأسبوع الماضى، وحيث كانت تلك هى أول مهمة للأمم المتحدة تعود إلى الخرطوم التى تتعرض لإطلاق نار شبه مستمر منذ اندلاع الحرب فى أبريل 2023.

 

وأوضحت جيل لولر أن هدف المهمة كان الوقوف على العمل الذى تدعمه المنظمة مع الشركاء المحليين لتوصيل الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة وذلك على الأقل إلى أجزاء من أم درمان التى تمكن الفريق من الوصول إليها، مؤكدة أن الجوع منتشر على نطاق واسع وهو الشاغل الأول الذى يعبر عنه الناس هناك، ولا يمكن لمعظم الأسر تحمل تكاليف المواد الغذائية فى السوق وهو ما يرجع جزئيا إلى استمرار انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية الذى يمنع الأسر من تلقى الأموال النقدية التى تشتد الحاجة ليها عبر الهاتف المحمول.

وأشارت إلى أن مدير مستشفى النو - وهو أحد المستشفيات الوحيدة فى الخرطوم التى لديها جناح صدمات فعال ومزدحم للغاية - أبلغ الفريق بأن حوالى 300 شخص لديهم أطراف بترت فى المستشفى فى الشهر الماضى فقط، فى حين أكد الأطباء أن الاحتياجات تتزايد كما أن الإرهاق بين الموظفين الذين يعيش الكثير منهم عمليا فى المستشفى ومعظمهم لم يحصلوا على رواتب منتظمة منذ أشهر أمر واضح وكذلك الإحباط بسبب نقص الإمدادات والمعدات والمساحة.

وحذرت من أن محطة المنارة لمعالجة المياه التى تدعمها المنظمة وهى المحطة الوحيدة التى لا تزال تعمل من بين 13 محطة فى منطقة الخرطوم وتوفر المياه الصالحة للشرب لنحو 300 ألف شخص فى أم درمان قد تضررت بسبب القتال وتعمل بطاقتها القصوى البالغة 75% فقط ولكنها ستتوقف عن العمل خلال أسبوعين ما لم يتم توفير المزيد من الكلور لمعالجة المياه لهؤلاء السكان.

وشددت على أن هناك حاجة إلى أن تعمل أطراف النزاع على تمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق – سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة للسودان – وقالت أن تشاد وفرت شريان حياة بالغ الأهمية للمجتمعات المحلية فى دارفور وأن الوصول عبر حدودها لايزال بالغ الأهمية إلى جانب الوصول عبر جنوب السودان.

أكدت مسؤولة يونيسيف أنه على أطراف النزاع واجب أخلاقى ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال وأن عليها أن تتخذ تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال وتجنيدهم واستخدامهم فى الصراع، وأنه ومن جانب المجتمع الدولى فهناك حاجة إلى تعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية شهر مارس الجارى حتى يتمكن الشركاء فى المجال الإنسانى من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض فى الوقت المناسب وذلك للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة فى السودان.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة