استقر سعر أونصة الذهب العالمي فى تعاملات محدودة النطاق اليوم الأربعاء مع تماسك مستويات الدولارا، ولكن السعر استطاع الارتفاع منتصف الجلسة الأوروبية فى ظل ترقب الأسواق لمزيد من الدلائل على اتجاه السياسة النقدية للبنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، إلى جانب انتظار بيانات التضخم الهامة التى تصدر نهاية هذا الأسبوع.
ارتفع سعر الأونصة اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 2194 دولارا للأونصة لتتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند المستوى 2192 دولارا للأونصة وكانت قد افتتحت جلسة اليوم عند المستوى 2178 دولارا للأونصة.
يأتى هذ بعد أن فشل الذهب فى الحفاظ على مكاسبه التى سجلها يوم أمس ليفقد جزء كبير منها قبل اغلاق الجلسة، فقد لامس السعر يوم أمس المستوى 2200 دولار للأونصة قبل أن يتراجع بشكل سريع ويغلق عند المستوى 2178 دولارا للأونصة.
ارتفع مؤشر الدولارا يوم أمس واقترب من أعلى مستوياته فى 3 أسابيع الأمر الذى دفع أسعار الذهب إلى التراجع، واليوم شهد الدولارا تذبذب أيضًا بالقرب من أعلى مستوياته الأمر الذى يقلل من فرص تعافى أسعار الذهب.
منذ بداية العام ارتفع سعر الذهب بنسبة 5.7% ليسجل أعلى مستوى تاريخى خلال الأسبوع الماضى عند 2222 دولارا للأونصة، حيث وجد الدعم من تزايد التوقعات وزيادة الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالى الأمريكى بعد اجتماعه الأسبوع الماضى حيث ترك سعر الفائدة دون تغيير بين 5.25٪ و5.5٪ واحتفظ بتوقعاته لثلاثة تخفيضات بحلول نهاية عام 2024.
تضع الأسواق الآن احتمال بنسبة 67% أن يقوم البنك الاحتياطى الفيدرالى بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى فى اجتماع يونيو القادم، وهو الأمر الذى يوفر دعم لأسعار الذهب بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يوفر عائد لحائزيه.
تتطلع الأسواق الآن إلى بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصى الجوهرى فى الولايات المتحدة المقرر صدورها يوم الجمعة والذى يعد مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالى، لقياس متى قد يبدأ البنك الاحتياطى الفيدرالى فى خفض أسعار الفائدة.
أيضًا تصدر تصريحات من كبار أعضاء البنك الاحتياطى الفيدرالى فى وقت لاحق من هذا الأسبوع، قد تؤثر على أداء الدولارا الأمريكى وبالتالى على أسعار الذهب خاصة أن الملاحظ تزايد الطلب على الدولارا منذ نهايات الأسبوع الماضي.
تظهر الأسواق تحيز متزايد إلى حد ما تجاه الدولارا بعد التحرك المفاجئ من البنك المركزى السويسرى الذى قام بخفض أسعار الفائدة والبنك المركزى البريطانى الذى أشار إلى تحرك الاقتصاد نحو خفض الفائدة، الأمر الذى دعم العملة الأمريكية باعتبارها العملة الوحيدة ذات العائد المرتفع والمنخفضة المخاطر.
وعند الحديث على الطلب الفعلى على الذهب نجد أن الارتفاع الكبير فى أسعار الذهب العالمى مؤخرًا قد أثر بالسلب على واردات الذهب إلى الصين التى تعد ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وصاحبة أكبر طلب على الذهب فى العالم.
أظهرت أحدث البيانات أن صافى واردات الصين من الذهب من هونج كونج قد انخفض بنسبة 48% فى فبراير ليسجل 39.826 طن بأقل من قراءة يناير عند 76.248 طن ليسجل هذا أدنى مستوى من نوفمبر 2023.
قد يكون ارتفاع سعر الذهب هو السبب وراء ضعف الواردات وقد يكون أيضًا عطلة رأس السنة القمرية الجديدة السبب وراء ذلك حيث تسببت فى اغلاق الأسواق وتوقف معظم الأنشطة التجارى فى الفترة من 10 إلى 17 فبراير.
وشهدت الصين طلب مرتفع للغاية على الذهب فى الفترة التى سبقت العام الجديد، حيث ارتفعت علاوات بيع الذهب فى الصين وهى النسبة التى تضاف على السعر العالمى لتصل إلى 55 دولارا للأونصة فوق الأسعار الفورية العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة