تصل انتخابات تجديد سلطات الاتحاد الأوروبي إلى يومها الحاسم اليوم الأحد، 9 يونيو، مع التصويت في 21 دولة من أصل 27 دولة في الكتلة وآفاق تعزيز اليمين المتطرف.
ومن المقرر أن تجرى اليوم الأحد انتخابات في فرنسا وألمانيا والمجر، وهي البلدان التي من المتوقع أن يترك فيها اليمين المتطرف بصمته في صناديق الاقتراع، بالإضافة إلى إيطاليا وإسبانيا، حيث بدأت إيطاليا التصويت أمس السبت لكنها لن تغلق مراكز الاقتراع إلا بعد ظهر اليوم، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وتشير التوقعات إلى أن كتلة حزب الشعب الأوروبي (يمين) سوف تظل الأقوى في البرلمان الأوروبي، تليها مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين (الاشتراكيين الديمقراطيين).
وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تظل كتلة تجديد أوروبا (حزب التجديد والوسطيون والليبراليون) في المركز الثالث من حيث الأهمية، على الرغم من ضعفها وهروب العديد من أصواتها نحو اليمين واليمين المتطرف.
اليمين المتطرف
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أحزاب اليمين المتطرف قد تفوز بما يصل إلى ربع مقاعد البرلمان الأوروبي، إلى حد تهديد حزب الخضر، الذي سيخرج ضعيفا أيضا من الانتخابات.
وتنقسم الأسرة السياسية اليمينية المتطرفة إلى كتلتين في البرلمان الأوروبي، ولكن الاستعراض الواضح للقوة من شأنه أن يجعلهما محاورين لا مفر منهما في عملية صنع القرار.
فمن ناحية هناك كتلة المحافظين والإصلاحيين، ومن ناحية أخرى هناك كتلة الهوية والديمقراطية، التي يفصلها موقفها من الاتحاد الأوروبي ذاته.
وستعمل هذه الانتخابات على تجديد مقاعد البرلمان الأوروبي البالغ عددها 720 مقعدا، والذي سيختار لاحقا من سيترأس المفوضية الأوروبية (الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي) والمجلس (الذي يمثل دول الكتلة).
ولا تستبعد رئيسة المفوضية الحالية والمرشحة لولاية جديدة مدتها خمس سنوات، أورسولا فون ديل لاين، إغراء أصوات اليمين المتطرف الذي يتبع الإيطالية جورجيا ميلوني للفوز.
وتضرر عديد الناخبين من أزمة تكلفة المعيشة، وتساورهم مخاوف بشأن الهجرة وتكلفة التحول الأخضر، ويشعرون بالانزعاج بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، ولذلك فقد استغلت الأحزاب المتشددة واليمينية المتطرفة هذا القلق وعرضت على الناخبين بديلاً للتيار الرئيسي.
ويبدو أن حزب الخضر الأوروبي سيكون من بين أكبر الخاسرين في الانتخابات، ويواجه الحزب رد فعل عنيفاً من جانب الأسر والمزارعين وقطاع الزراعة الذي يعاني ضغوطاً شديدة بسبب سياسات الاتحاد الأوروبي باهظة التكاليف التي تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
والتوقعات بالنسبة إلى كتلة "تجديد أوروبا" الليبرالية قاتمة أيضاً، نظراً إلى التوقعات بأن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان سيهزم حزب النهضة الوسطي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا.