ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن بولندا تدرس إمكانية اعتراض الصواريخ الروسية التى تستهدف المدن الأوكرانية، وذلك تزامنا مع قيام الحلفاء فى الغرب بتعزيز شحنات الدفاعات الجوية للمساعدة فى حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية للطاقة فى كييف.
ونقلت المجلة قول وزير الخارجية البولندى رادوسلاف سيكورسكيالتى فى كلمته أمام معهد أمريكان إنتربرايز على هامش قمة الناتو فى واشنطن إن: " الاقتراح - الذى طرحته كييف فى البداية - قيد الدراسة وتم إدراجه فى اتفاقية الدفاع المشترك التى وقعها الجانبان".
وأكد أن لبلاده الحق فى اعتراض وإسقاط الصواريخ الروسية التى تعبر أراضيها، لافتا الانتباه إلى أن اعتراض الصواريخ بعد عبورها الحدود يمثل "معضلة" نظرًا لأن الحطام يمكن أن يسبب ضررًا فى حد ذاته.
ووفقا للمجلة الأمريكية يمثل هذا الأمر خروجا عن مواقف وارسو السابقة بشأن قضية اعتراض الصواريخ الروسية الموجهة ضد أوكرانيا، مستشهدة بقول فلاديسلاف كوسينياك كاميش، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع البولندي، للإذاعة البولندية فى وقت سابق من هذا الأسبوع إن هذه الخطوة ستتطلب موافقة حلفاء الناتو وسط مخاوف من تصعيد محتمل. وقال "إذا لم يتخذ الناتو مثل هذا القرار، فإن بولندا لن تتخذه بشكل فردي".
ونفذت روسيا سلسلة من الضربات ضد أهداف مدنية فى الأسابيع الأخيرة، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 16 آخرين خلال هجوم على أكبر مستشفى للأطفال فى أوكرانيا.
وأكدت الأمم المتحدة وجود "احتمال كبير" بأن تكون المذبحة نتيجة "ضربة مباشرة" بصاروخ روسي، وليس بسبب إسقاط صاروخ، كما زعمت موسكو فى حالات سابقة من هذا القبيل.. وأعلنت كييف أمس الجمعة أن المحكمة الجنائية الدولية بدأت تحقيقا فى جريمة حرب محتملة.
وحصلت أوكرانيا على حزمة من الدفاعات الجوية، بما فى ذلك المزيد من أنظمة باتريوت الأمريكية الصنع، كجزء من اتفاق تم التعهد به خلال قمة الناتو هذا الأسبوع.. ومع ذلك، يقول الخبراء إن توريد مجموعة من الأجهزة والصواريخ الاعتراضية يجب أن يكون جهدًا مستمرًا، وليس صفقات عرضية لمرة واحدة.
وقال فيليب إنجرام، الكولونيل السابق فى المخابرات العسكرية البريطانية ومخطط الناتو، لمجلة بوليتيكو: "يستخدم الروس مجموعة كبيرة ومتنوعة من منهجيات الهجوم المختلفة، ولهزيمتهم تحتاج إلى نظام دفاع جوى متعدد الطبقات". بعضها أقرب إلى المدى، وبعضها يمكن أن يضرب أشياء أبعد، والصواريخ التى يمكنها التعامل مع الطائرات بدون طيار الهجومية بطيئة الحركة وتلك القادرة على التغلب على الدفاعات لإخراج الصواريخ الباليستية والصواريخ التى تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وقال جايد ماكجلين، محاضر دراسات الحرب فى جامعة كينجز كوليدج فى لندن، إن "سياسة الغرب التدريجية لا تنجح.. يجب أن يكون هناك تركيز أقل على الرمزية ومزيد من التركيز على تدمير التفوق الجوى الروسى - من خلال زيادة الدفاع الجوي، وإزالة القيود المفروضة على قدرة أوكرانيا على ضرب مواقع القصف فى روسيا - وتمويل إضافى لجعل الإنفاق الدفاعى فى أوكرانيا على الأقل أقرب إلى إنفاق الحرب الروسية".