محمد شعلان

بن جوريون ونتنياهو.. سياسة الدين والدولة في إسرائيل

الخميس، 18 يوليو 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ديفيد بن جوريون واحد من أعمدة الكيان الصهيوني الذين قامت عليهم الدولة الاسرائيلية في عام 1948، وخلال فترة حكمه كان يمثل الزعيم الأوحد للمهاجرين اليهود من كل بقاع العالم إلى أرض فلسطين بعد تفرده بالزعامة الدولية على حساب غريمه وايزمان ووضع أسس لسياسات رفضها البعض ولكن كانت الغلبة لأتباعه استمرت حتى يومنا هذا من زيادة نفوذ المتطرفين الدينيين.

الدين لم ينفصل عن الدولة مع تأسيس إسرائيل واعتمد بن جوريون في سياسته على الأحزاب الدينية لتأسيس الحكومات الائتلافية الذي شكلها خلال فترات حكمه، وكان يعطي هذه الأحزاب الصلاحيات في الأمور الاجتماعية المتعلقة بالزواج والطلاق والإرث والأكل والبيع والشراء وغيرها من الأمور الحياتية في المقابل يحصل على دعم وموافقة في سياساته الخارجية وتحركاته العسكرية.

لم يحاول بن جوريون أبدا أثناء فترة حكمه أن يصدر قوانين تفصل الحياة المدنية عن الدينية حتى لا يكسب عداوة الأحزاب الدينية والتيارات المتطرفة التي يعتمد على صوتها في تشكيل الحكومة وتحقيق أغلبية في الكنيست، حيث كان يقدم تنازلات للدينيين مقابل كسب موافقتهم على أمور سياسية خطيرة يزعم أن مصير الدولة يتوقف عليها، وتركزت أولوية بن جوريون على أمور الدفاع وتسليح الجيش والهجرة وانتقال الأراضي لليهود وترسيخ الاستيطان.

وضع بن جوريون سياسة لا اعتقد أن الحفيد السياسي الأسوأ بنيامين نتنياهو يحيد عنها الان من مجاراة الأحزاب الدينية والمتطرفة لأنهم وافقوا على دخول الحكومة معه وتشكيل حكومات ائتلافية يترك لهم أمور اجتماعية بسيطة يطلقون فيها التحليل والتحريم مقابل الموافقة وتمرير سياسات  تسفك دماء آلاف الفلسطينيين وانتزاع حقوقهم، ومن الصعب في إسرائيل الفصل بين الدين والسياسة لأن الأحزاب الدينية السياسية بدأت مع عهد بن جوريون ولا زالت موجودة مع نتنياهو ولها سطوة كبيرة في الحكم.

الدين والدولة لا ينفصلان عن الحكم في إسرائيل ويعتمد نتنياهو النموذج الأسوأ في مجاراة هذه الأحزاب والتيارات في آرائها المتطرفة مقابل الاستمرار في الحكم وضمان كسب الأصوات لبقاء الحكومة، فليس من الغريب وجود هذه السياسة وقد وضعها الجد بن جوريون الذي أطلق العنان للكتلة الدينية في المجتمع التي ستؤدي إلى انهياره في النهاية بسبب سياستها المتطرفة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة