شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنتظر رئيس جديد في فبراير المقبل، حالة من القلق لدى الحزب الديموقراطي وأنصاره، على مصير مرشحهم لخوض السباق الرئاسي المقبل، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، انسحابه من الترشح أمام دونالد ترامب.
إعلان بايدن المفاجئ، من الانسحاب من السباق الرئاسي، جاء بعد حملة ضغط دامت لأسابيع من قبل القادة الديمقراطيين والمنظمين والمانحين الذين دعوا علانية إلى انسحاب بايدن، وتهديدهم بوقف التمويل المادي لحملته الانتخابية.
ولا شك أن ظهور الرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة الرئاسية التي جمعته بمرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، كانت المسمار الأخير في في نعش جو بايدن السياسي.
وتُعد هذه المناظرة الأولى التي تُعقد دون تنظيم "لجنة المناظرات الرئاسية"، والتي كانت تُشرف على هذه الفعاليات منذ عام 1988، كما تُعد هذه المناظرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي تجمع بين رئيس حالي ورئيس سابق.
وساهم أداء جو بايدن الكارثي في المناظرة الرئاسية، أمام منافسه، والتي ظهر فيها بشكل غير متكافئ وغير متزن، وفشل في إلقاء العبارات الجيدة والغير مصاغة، أدى إلى إثارة مخاوف الناخبين، لاسيما بشأن تقدمه في السن حيث أنه يبلغ من العمر 81 عامًا.
كما أن أداء بايدن في المناظرة الرئاسية، المنخفض الطاقة والصامت لم يرق إلى مستوى التوقعات، التي توقعها أنصاره، كل هذا يؤكد أن بايدن ارتكب خطأ استراتيجيا عندما تحدى الرئيس السابق في المناظرة.
كما أن ظهور الرئيس الأمريكي جو بايدن، المنسحب من السباق الرئاسي للولايات المتحدة الأمريكية، خلال الشهور الماضي، وهو يكرر الهفوات ويقع في زلات لسان، أثناء الخطابات واللقاءات والظهور مع داعمين الحزب الديمقراطي أنصاره، أثر أيضا على شعبيته، التي انخفضت بشكل كبير وخصوصا مع ظهور "قبضة" دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاماً، تلك اليد التي رفعها المرشح الجمهوري بعد أن نجى من محاولة اغتيال برصاصة في الرأس، أثناء حديثه أمام حشد انتخابي، في ولاية بنسلفانيا.
المناظرة الرئاسية التي جمعت بايدن وترامب وتبادلا فيها الاتهامات، أقلقت الحزب الديمقراطي على مستقبلهم السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، بداية من عدم المصافحة بين المرشحين، مرورا إلى الحديث في الاقتصاد وقضية الإجهاض، والسياسية الخارجية والحرب الروسية الأوكرانية، ووصولا إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبعد ساعات من أداء بايدن أمام ترامب في المناظرة، تراجعت آراء مراقبي المناظرة تجاه الرئيس الأمريكي الحالي، حيث أن 31% فقط نظروا إليه بشكل إيجابي، مقارنة بـ 37% في استطلاع أجري على نفس الناخبين قبل المناظرة، على النقيض من ذلك، كان 43% من مراقبي المناظرة ينظرون إلى ترامب بشكل إيجابي، على غرار 40% من الذين لديهم آراء إيجابية عنه قبل ذلك.
ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاما، لا يعاني من حالات طبية مزمنة قد تجعله أكثر عرضة للخطر، حيث يتلقى العلاج الخاص بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، والكوليسترول، والرجفان الأذيني، إلا أن هفواته وإصابته الأخير بفيروس كورونا، جعلت الديمقراطيين والشعب الأمريكي، إلى الضغوط على "جو" من أجل الانسحاب من السباق الرئاسي، ليس هذا فحسب بل تطور الأمر للمطالبة بالتنحي من منصب الرئاسة الأمريكية، لكن ذلك غير وراد وصعب حدوثه في الولايات المتحدة الأمريكية.
في النهاية، إن انسحاب جو بايدن من سابق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قبل أربعة أشهر من ذهاب الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، سيقلب السباق نحو البيت الأبيض رأساً على عقب، وهو أيضاً بمثابة المسمار الأخير في نعش جو بايدن السياسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة