كشف الخبراء أن إجراء 6 تعديلات بسيطة على نمط حياتك يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف، حيث وصل عدد التشخيصات إلى مستوى قياسي بلغ ما يقرب من 500 ألف شخص، وذلك وفقا لما ذكرتة صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وقال الخبراء أيضا إنه من الممكن تحقيق فوائد من ممارسة التمارين الرياضية لمدة 10 دقائق فقط يوميا، أي نصف ما يوصى به.
وأكدت الصحيفة، أن الخرف، وهي حالة تتأثر فيها وظيفة الدماغ مما يحرم المصابين به من الذكريات والاستقلال، وفي إنجلترا وحدها، ارتفع عدد التشخيصات إلى 487,432 حتى يونيو من هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12% مقارنة بشهر يناير.
وأضافت الصحيفة، يعتقد أن ارتفاع المعدلات يعود إلى مزيج من عدة عوامل، منها شيخوخة السكان، وزيادة الوعي بالأعراض مما يؤدي إلى سعي المزيد من الأشخاص لإجراء الاختبار، وزيادة انتشار عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الخرف،
لكن الخبراء يقولون إن إجراء بعض التعديلات البسيطة على نمط حياتك قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذه الحالة .
قامت دراسة صينية حديثة بتقييم مئات المشاركين على أساس مدى صحتهم، ومنحتهم درجة تتراوح بين صفر و 6 استناداً إلى عوامل مختلفة، على سبيل المثال، فإن القيام بمستوى "صحي" من التمارين الرياضية يمنحهم نقطة واحدة، وعلى النقيض من ذلك، فإن المتطوعين الذين لم يتعرقوا لمدة عشر دقائق على الأقل يومياً لمدة 3 أو 4 أيام في الأسبوع لم يحصلوا على أي شيء في هذه الفئة.
أما العادات الحياتية الأخرى فتتعلق باستهلاك الكحول، والتدخين، ونوعية النوم، أما التفاعل الاجتماعي وممارسة الهوايات فكانا من بين العوامل الأخرى.
وقالت الصحيفة، إنه تم إخبار ما يقرب من نصف مليون شخص في إنجلترا أنهم مصابون بحالة سرقة الذاكرة، وتم متابعة جميع المتطوعين البالغ عددهم 2537، والذين لم يكونوا مصابين بالخرف عند بدء الدراسة، لمدة عامين.
وأظهر التحليل أن المشاركين الذين سجلوا 4 نقاط على الأقل في المجموع كانوا أقل عرضة بنسبة 29% لإظهار علامات التدهور المعرفي بحلول النهاية، مقارنة بأي شخص حصل على 3 نقاط أو أقل.
وقال باحثون في مستشفى العام الصيني في بكين إن كل زيادة بمقدار نقطة واحدة في النتيجة الإجمالية كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالتدهور
المعرفي بنسبة 18%، والذي يعتبر مقدمة للخرف، وتبدو الفوائد أكثر وضوحا بين المشاركين الذين عانوا من أمراض القلب والتمثيل الغذائى، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
ارتبط اتباع أسلوب حياة غير نشط - والذي يتم تعريفه بتسجيل 3 نقاط أو أقل - بزيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي المبكر بمقدار 3 أضعاف
وقال المؤلفون، إن نحو 29.98% من حالات التدهور الإدراكي المبكر "لم تكن لتحدث لو كان جميع كبار السن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية يلتزمون بأسلوب حياة نشط.
كان عمر المشاركين 60 عامًا أو أكثر وتم استجوابهم حول عاداتهم اليومية في ممارسة التمارين الرياضية وتاريخهم الطبي، وتم إجراء فحص جسدي أيضًا لقياس طولهم ووزنهم وضغط دمهم، في حين تم أخذ عينات دم لتقييم مستويات الجلوكوز والكوليسترول في الدم.
وتم بعد ذلك استطلاع آراء المتطوعين حول العوامل الستة المرتبطة بنمط الحياة والخرف، وتمت مراقبتهم لتشخيص المرض، وفي الدراسة.
تم منح نقطة واحدة للمتطوعين الذين استوفوا كل فئة من الفئات التالية:
ممارسة الرياضة..
ممارسة النشاط البدني لمدة تزيد عن 10 دقائق "كل يوم تقريبًا" أو "3 أو 4 أيام في الأسبوع".
التدخين..
إما عدم التدخين مطلقًا أو الإقلاع عن التدخين.
استهلاك الكحول..
نادرًا ما يشرب كل شهر.
التواصل الاجتماعي..
الاجتماع أكثر من 3 مرات شهريًا للأنشطة الاجتماعية أو 3 مرات في الأسبوع مع آخرين في الحي.
الأنشطة الترفيهية..
إما قراءة الكتب أو الصحف كل يوم، أو استخدام الإنترنت يوميًا أو لعب الورق مرتين في الأسبوع على الأقل.
جودة النوم..
النوم أو عدم الاستيقاظ بسهولة.
لكن الدراسة، التي نشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية، جاءت مع عيوبها الخاصة.
ولم يأخذ العلماء في الاعتبار تأثير عوامل النوم الأخرى، مثل الحصول على أقل من الحد الأدنى من النوم وهو 7 ساعات في الليلة.
يعاني حوالي 900 ألف شخص في المملكة المتحدة و7 ملايين في الولايات المتحدة من الخرف، وهو مصطلح شامل يستخدم لوصف العديد من أمراض الدماغ التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والإدراك.
وقد ربطت دراسات أخرى أيضًا بين عوامل نمط الحياة وزيادة خطر الإصابة بالخرف،
ففي عام 2020، خلصت مجلة لانسيت إلى أنه يمكن منع أو تأخير ما يصل إلى 40% من الحالات من خلال استهداف 12 عامل خطر قابل للتعديل، بما في ذلك السمنة، ومرض السكري من النوع 2 ، وقلة النشاط البدني، والإفراط في تناول الكحول والتدخين.
ويأمل العلماء أن يؤدي رفع مستوى الوعي بعوامل الخطر - التي تتغير مع تقدمنا في السن - إلى تمكين الناس من اتخاذ خطوات لتقليل فرص الإصابة بالمرض، ورغم أن عدد حالات الخرف التي تم تشخيصها في إنجلترا يعد رقما قياسيا، فإن المحللين يقدرون أنه لا يمثل سوى 65% من العدد الحقيقي للحالات.