قال الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الجفاف هو السبب الأول لخسائر الإنتاج الزراعى، ومع ارتفاع درجة حرارة كوكبنا أصبحت المناطق القاحلة أكثر جفافاً ودمرت مجتمعات بأكملها، وفى الوقت نفسه يعتمد العالم على عدد محدود من المحاصيل مثل "الأرز، القمح، الذرة"، مما يعنى أن النظم الغذائية معرضة بشدة للظواهر الطبيعية المتطرفة، خاصة الجفاف والذى هدد السكان الريفيين الذين تعتمد سبل معيشتهم إلى حد كبير على الزراعة، وهو ما جعلنا نفكر في المحاصيل التي تتحمل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة وهى المحاصيل غير الشرهة للمياه، وذلك بهدف تحقيق الأمن الغذائي.
وأضاف هاشم أن المحاصيل المحلية المستودع الجينى اللازم لاختيار معظم الأنواع المعدلة من أجل الزراعة في حالات الجفاف، فهناك ما يقرب من 42% من مساحة الأرض حول العالم مصنفة على أنها شبه قاحلة أو قاحلة وهناك إمكانات هائلة لزراعة نبات الصبار لتخزين الكربون، فيستطيع نبات التين الشوكى النمو في البيئات الجافة ولا يحتاج إلى كثير من المياه ويمكن استخدامه غذاء للإنسان وعلفا للحيوان ومصدراً للوقود ومخزناً للكربون، وهذه الخاصيات الفريدة وغيرها قد تجعل نبات التين الشوكى على رأس قائمة المحاصيل الزراعية لمجابهة التغيرات المناخية في المستقبل.
وأوضح هاشم أن الدراسات تشير إلى أن التين الشوكى له القدرة على توفير الغذاء للإنسان والحيوان إضافة إلى كونه مصدراً للماء فإضافة إلى ثماره المعروفة بطعمها اللذيذ وفوائدها الجمة فإن أوراقه يمكن أن تكون علفاً ذا قيمة غذائية عالية بالنسبة للحيوانات، وإضافة إلى دوره الغذائي، يخزن التين الشوكى كمية مهمة من المياه في فروعه، لأن زراعة هكتار واحد من هذه النبتة يمكنه احتواء ما يقرب من 180 طناً من الماء.
وكشف هاشم أن نماذج تغير المناخ العالمى تتنبأ بأن أحداث الجفاف الطويلة الأجل ستزداد مدتها وشدتها مما يؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه المتاحة.
وأضاف هاشم: "فى ظل هذه الظروف المناخية من غير الممكن مواصلة الاعتماد على مصادر الغذاء الأساسية المعروفة والتي تتطلب كميات كبيرة من المياه ولا تتحمل الحرارة العالية، وبحسب الباحثين فإن ثمار التين الشوكى تعتبر محصولاً دائماً للطاقة الحيوية ومتعدد الاستخدامات، فعندما لا يتم حصاده للوقود الحيوى أو الغذاء فإنه يعمل مخزناً للكربون ويزيل ثانى أكسيد الكربون من الغلاف الجوى، ويخزنه بطريقة مستدامة.
التين الشوكى
أكد هاشم أن زراعة التين الشوكى تنتشر في مصر، حيث تتم زراعة حوالى 5 آلاف فدان وتستخدم الثمار بشكل أساسى، ويلقى إقبالاً عند المستخدم أي من الممكن التوسع في زراعته، خاصة في المناطق الصحراية.
نبات الدخن
وأوضح هاشم أن نبات الدخن مصدراً جيداً للفيتامينات والمعادن والمركبات العضوية التي تعزز من صحة الإنسان، ويمكن استخدام حبوب الدخن كحبوب تقليدية، ويمكن استعمالها أيضاً في العصيدة والوجبات الخفيفة وأنواع الخبز المختلفة.
وأشار هاشم إلى أنه فى المناطق الجافة من أفريقيا يتغذى الإنسان على حبوب الدخن ويعتبرها غذاءً رئيسياً، ويتم طهيها مثل الأرز أو طحنها كالقمح ويسمى الخبز الناتج منها بخيز الفقراء وأيضاً في مناطق غرب أفريقيا يطهى طحين الدخن ويسمى بالعصيدة ويؤكل مع عدة أنواع من الأكولات ويدعم ويشجع الباحثون زراعة الدخن عموماً، وفى الدول النامية والتي تعانى من الجفاف خصوصاً لانه يتحمل الجفاف والحرارة المرتفعة.
وأكد هاشم أنه فى مصر تتم دراسة استخدام نبات الدخن كبديل للقمح والحبوب في مصر، ومن أبرز أنواع الدخن "شندويل ا"، وهو صنف حديث تم استنباطه بمركز البحوث الزراعية ويمكن استخدام الدخن في إنتاج الخبز البلدى، وبالإضافة إلى احتواء حبوب الدخن على العديد من الفيتامينات والمعادن فإنها لها العديد من الفوائد للأسنان.
وأوضح هاشم أن الدخن ينمو في تربة غير خصبة، وأنه يقاوم ويتحمل العديد من الأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل، ويمكنه البقاء في ظل ظروف مناخية غير ملائمة، مما يجعله من المحاصيل التي يمكن دراسة الاستفادة منه فى مجابهة تغير المناخ.