فى واقعة غريبة، قبض على رجل يونانى يبلغ من العمر 26 عامًا بتهمة "شم أحذية الجيران"، حيث انزعج منه جيرانه وأبلغوا الشرطة لارتكابه أكثر من واقعة والمكوث في حدائقهم المنزلية لشم الأحذية التي تترك في الهواء أمام المنازل، في البداية قد تعتقد أن هذا الرجل يمارس نوعًا من الهزل، ولكن لا يعى البعض أن هناك أنماطًا إدمانية غريبة لشم أو استنشاق روائح غريبة وغير نمطية.
قال الدكتور جمال فرويز، استشارى النفسية جامعة عين شمس، إن هناك الكثير من الأنماط الإدمانية الغريبة، التي يصاب بها البعض، وتظل ترافقه طوال حياته إن لم ينتبه لها ويبدأ في الخضوع للعلاج منها، فهناك أنماط إدمان شم المواد البترولية وهو الأكثر شيوعًا مثل حب رائحة البنزين، ورائحة الغراء وغيرها، وهناك من يفضل شم الروائح الكريهة، وآخر يفضل رائحة الأحذية الكريهة أيضًا.
هذه الأنماط المختلفة في مجملها عبارة عن نمط إدمانى كأى مخدر إدمانى آخر، استنشاق تلك الروائح يدخل إلى مادة الأندروفين الموجودة في المخ، والتي تعد مسئولة عن تسكين الألم والشعور بالراحة في الجسم، فيشعر بعد شم هذه الروائح بالهدوء والاسترخاء، وما يدفعه لتكرار هذا الفعل رغم غرابته، هو أعراض الانسحاب التي تؤرقه إذا لم يحصل على جرعة شمية من الأحذية، تلك الرائحة التي إدمنها بالفعل، فيعانى من زغللة شديدة بالعينين، وصداع وآلام بالرأس، وارتعاش بالأطراف، واضطرابات نوم حادة، واضطرابات طعام مثل النهم أو فقدان الشهية، وسلوكيات معادية وعصبية شديدة في كثير من الحالات، إضافة إلى الألم الشديد في الجسم والأوجاع المستمرة.
يتم علاج هذه الحالات وأى حالة من حالات الإدمان الغريب، تحت مظلة العلاج الإدمانى، يبدأ بتحديد الطبيب درجة الإدمان وعليه قد يتم علاجه بحجزه في المشفى في البداية لمدة من الوقت، يخضع خلالها لعلاج دوائى علاجى لتخفيف أعراض الانسحاب والأعراض الجسدية الحادة الناتجة عن المشكلة، والشق الآخر سلوكى معرفى، وفقًا لجلسات يخضع لها لتعديل سلوكه الإدمانى الغريب، ولابد له من المتابعة على الدوام للسيطرة على هذا الاضطراب لدى مختص نفسى، لوقايته من الانتكاسات الطبية والنفسية.