أشاد الملك تشارلز الثالث ذات يوم بالكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها الكنيسة المسيحية الوحيدة التي "لم تفسدها السياسية البغيضة"، في مراسلات خاصة تعود إلى عام 1998 نشرتها صحيفة التليجراف البريطانية.
واعترف الملك تشارلز، الذي كان أمير ويلز آنذاك بأنه شعر بانجذاب أكبر نحو "التقاليد الخالدة" للكنيسة الأرثوذكسية مع تقدمه في السن، وفي رسالة كتبها إلى صديقه دودلي بوبلاك، مصمم الديكور الداخلي الراحل الذي عمل عن كثب مع العائلة المالكة، قال الملك: "شخصيًا، كلما تقدمت في السن، كلما انجذبت أكثر نحو التقاليد العظيمة الخالدة للكنيسة الأرثوذكسية"، وأضاف: "إنهم الوحيدون الذين لم يفسدهم السياسية البغيضة".
كان للملك، الذي أصبح الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا عند اعتلائه العرش مثل والدته من قبله، علاقات قوية بالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، تم تعميد والده، الأمير الراحل فيليب، على أنه أرثوذكسي يوناني، الرغم أنه تحول لاحقًا إلى الأنجليكانية قبل الزواج من الأميرة إليزابيث، الملكة المستقبلية ولإحياء ذكرى تراثه الأبوي، طلب الملك من جوقة أداء المزمور 71 باللغة اليونانية في حفل تتويجه في مايو الماضي.
في عام 2004، زُعم أنه كان مفتونًا بالإيمان الأرثوذكسي لدرجة أنه زين قسمًا من منزله في هايجروف بأيقونات بيزنطية ثمينة، قيل إن العديد منها نشأت من الجبل وهو أقدس موقع أرثوذكسي في العالم وتركز عبادة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بشكل أكبر على الأسرار التقليدية والكتب المقدسة بدلاً من الوعظ والصلاة.
تأتي الرسالة التي تم الكشف عنها مؤخرًا في الوقت الذي واجهت فيه كنيسة إنجلترا اتهامات بالانغماس في السياسية والفشل في الدفاع عن القيم المسيحية على مدى السنوات العشرين الماضية وتعرضت الكنيسة لانتقادات بسبب مبادراتها في التنوع والمساواة والشمول، وفي العام الماضي، واجهت التدقيق بسبب إنشاء صندوق بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني "لمعالجة أخطاء العبودية السابقة" خلال فترة الأزمة المالية بين الرعايا.
حافظ الملك تشارلز لفترة طويلة على انبهار عميق بجميع المعتقدات الدينية، من الإسلام إلى البوذية، وعمل على جمع قادة الأديان المختلفة معًا، وبعد اعتلائه العرش في سبتمبر 2022، تعهد بحماية الأديان المتعددة في بريطانيا المتنوعة "بجدية لا تقل عن المسيحية" في دوره كرئيس للكنيسة.
وكتب الملك الرسالة المطبوعة، التي تحمل شعار أمير ويلز، في الرابع والعشرين من أغسطس 1998، أثناء إقامته في قلعة بالمورال، وكانت تحمل علامة "خاصة وسرية" وقال الأمير آنذاك إنه استسلم لحقيقة مفادها أن "المال يحرك كل شيء وأن الحكمة قد نفيت في مواجهة التسويق الذي يبدو أنه لا يمكن إيقافه"، وكتبت الرسالة في نفس العام الذي أعلن فيه معارضته العلنية للأغذية المعدلة وراثياً، عندما قال إنها "تأخذ البشرية إلى عوالم تنتمي إلى الله"