كشفت دراسة جديدة أن العدوى الشائعة مثل الأنفلونزا والهربس تزيد من خطر الإصابة بالخرف، من خلال المساهمة في فقدان حجم المخ، خاصة في المناطق الحيوية للذاكرة، حيث سلطت الدراسة الضوء على التغيرات فى البروتينات المرتبطة بالمناعة والتى قد تربط العدوى بالتنكس العصبى، بحسب موقع "تايمز ناو".
وأظهرت عدوى الأنفلونزا والهربس ارتباطات محددة بفقدان حجم المخ في الفص الصدغي، وهو أمر بالغ الأهمية للذاكرة.
الخرف - وهي حالة تصف حالة الوظيفة العقلية للشخص تؤثر على ما يقرب من واحد من كل 10 من كبار السن في الولايات المتحدة، ما يؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم.
وكشفت الدراسات أن العدوى الشائعة تزيد من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من العمر، ما يثير تساؤلات حول كيفية مساهمة العدوى في التدهور المعرفي وما يمكن القيام به للتخفيف من هذا الخطر.
وحللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Aging، بيانات من ما يقرب من 1000 مشارك في دراسة للشيخوخة.
وتتبع العلماء أحجام أدمغة المشاركين وتاريخ العدوى ووجدوا أن ستة أنواع من العدوى كانت مرتبطة بفقدان أكبر لحجم الدماغ.
وتشمل هذه العدوى الأنفلونزا وفيروسات الهربس والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي والتهابات الجلد والعدوى الفيروسية المتنوعة من بين العدوى المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
وأظهرت عدوى الأنفلونزا والهربس روابط محددة بفقدان حجم الدماغ في الفص الصدغي، وهو أمر بالغ الأهمية للذاكرة.
ووفقًا للخبراء حلل الباحثون بيانات من ما يقرب من 500 ألف شخص في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة وأكثر من 270 ألف شخص في فنلندا، وقال الباحثون إن أولئك الذين لديهم تاريخ من العدوى مرتبطون بخطر أعلى للإصابة بمرض ألزهايمر في وقت لاحق من الحياة، وأظهر أولئك الذين لديهم تاريخ من العدوى أيضًا تغييرات في 260 بروتينًا مرتبطًا بالمناعة، مع ارتباط 35 منها على وجه التحديد بتغيرات في حجم المخ.
كتب الباحثون في الدراسة: "تدعم نتائجنا دور العدوى في خطر الخرف وتحديد الوسطاء الجزيئيين الذين قد تساهم العدوى من خلالهم في التنكس العصبي".
لماذا تزيد العدوى من خطر الإصابة بالخرف؟
وفقًا للخبراء، هناك العديد من الأسباب التي تجعل العدوى تزيد من خطر الإصابة بالخرف ما يسبب دخول المستشفى لفترات طويلة، والإنتان، والهذيان، مما يزيد من خطر التدهور المعرفي.
كما تؤدي هذه أيضًا إلى استجابة التهابية ومناعية جهازية في الجسم، والتي لديها القدرة على التأثير على صحة الدماغ،
وقد لا تؤدي العدوى الخفيفة إلى استجابة التهابية أو مناعية كبيرة من شأنها أن تؤثر على التعبير البروتيني مما يؤدي إلى التنكس العصبي.
كيف تقلل من خطر الإصابة بالعدوى التي تسبب الخرف؟
أكد الخبراء أن تحديث اللقاحات يمكن أن يمنع الخرف ومع ذلك تساعد التطعيمات الروتينية في تجنب الأمراض الشديدة الناجمة عن العدوى الشائعة، ما يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالخرف أو التدهور المعرفي على المدى الطويل.
كما تسبب العدوى الشديدة أضرارًا جانبية لخلايا المخ، لذا فإن الحصول على اللقاحات الموصى بها أمر مهم للحفاظ على صحتك العامة.