"الفيل" فى البيت الأبيض.. ماذا يمكن أن تتوقع إفريقيا من إدارة ترامب الثانية؟.. مواجهة الإرهاب والنفوذ الصينى قضايا محورية.. وتعزيز التجارة الثنائية مفتاح الوصول للقارة.. وخبراء: نهج ترامب سيكون أكثر واقعية

الخميس، 07 نوفمبر 2024 02:00 ص
"الفيل" فى البيت الأبيض.. ماذا يمكن أن تتوقع إفريقيا من إدارة ترامب الثانية؟.. مواجهة الإرهاب والنفوذ الصينى قضايا محورية.. وتعزيز التجارة الثنائية مفتاح الوصول للقارة.. وخبراء: نهج ترامب سيكون أكثر واقعية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
كتبت ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حقق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فوزا وانتصار كبيرا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، واقتنص منصب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، بعد سباق محتدم.

وتحظى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، باهتمام بالغ، من العالم أجمع، لتأثيراتها على كافة المناطق، وبالطبع القارة الإفريقية ليست استثناء، وعلى الرغم من أن افريقيا، لم تحظى باهتمام كبير من الإدارات الأمريكية المختلفة منها إدارة ترامب الأولى، إلا أن الخبراء يتوقعون اختلاف في إدارة ترامب الثانية، وأن يبدى اهتماما أكبر بالقارة السمراء، وينتهج منهج أكثر عملية وواقعية تجاهها.

ويتوقع خبراء، أن ينبع اهتمام ترامب في إدارته الثانية بأفريقيا، من أعداد الشباب الضخمة، فترامب، رجل أرقام، لذا فعندما يفكر في أفريقيا، فمن المرجح أن يرى الأرقام المذهلة التي تعكس حركة الشباب الضخمة في القارة، ومع هذه الحركة الشبابية تأتي بالطبع الطاقة الشبابية والإبداع.

وقال فين ويبر، وهو عضو سابق في الكونجرس الأمريكي، عن الحزب الجمهوري من ولاية مينيسوتا: "متفائل بشأن ما يمكن أن تفعله إدارة ترامب الثانية لعلاقات الولايات المتحدة مع الدول والمنظمات الأفريقية".

وأكد ويبر، أن فوز ترامب بالرئاسة مرة أخرى، يرجح أن تسعى إدارته المقبلة إلى إطلاق العنان لأكبر قدر ممكن من تلك الطاقة الشبابية، وتابع :"ومن المرجح أن تبني على بعض المبادرات المهمة القائمة، والتي أطلق بعضها رؤساء جمهوريون آخرون، جهود مثل تلك التي تقودها مؤسسة تحدي الألفية واتفاقياتها مع البلدان الأفريقية، فضلاً عن المبادرات الإبداعية من مؤسسة التمويل الإنمائي الدولية الأمريكية"، وفقا لموقع :"أتلانتيك كاونسل".

ويعتقد ويبر أن إدارة ترامب الثانية، ستعمل على تبسيط العمليات والقواعد واللوائح، بالنسبة للشركات الأمريكية العاملة في افريقيا، بهدف جعل ممارسة الأعمال أسهل وأسرع مقارنة بالسنوات السابقة.

وتحت قيادة ترامب، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجالات مثل الرياضة والترفيه، فإن إدارته ستدعم بقوة الشراكات التى تتطور في جميع أنحاء القارة بين الولايات المتحدة وأفريقيا على أساس المصالح المشتركة.

تعزيز التجارة مفتاح الوصول للقارة

ونظراً لكل هذه التركيبة السكانية التي تجعل أفريقيا أكثر أهمية لإدارة ترامب الثانية مقارنة بالإدارة الأولى، فمن المرجح أن تركز ولاية ترامب الثانية على تعزيز التجارة مع القارة، وتوقع أن الإدارة اتفاقيات تجارية ثنائية أكثر من أى صفقات متعددة الأطراف.

وكشف ويبر أنه لا يوجد سبب للاعتقاد والخوف من سعى ترامب لإضعاف قانون النمو والفرص في أفريقيا، فمع اقترابه من الذكرى الخامسة والعشرين لإصداره، يجد التشريع، الذي ينتظر إعادة التصديق عليه في عام 2025، دعما أوسع وأعمق في مجتمعات الأعمال في أمريكا وافريقيا على حد سواء.

وأكد ويبر، أن ترامب ملزم بتشجيع التفاعل مع القارة، وبناء علاقات اقتصادية أكثر قوة، لمواجهة الوجود الصيني الهائل في القارة السمراء، فيوجد بالفعل مؤشرات كثيرة على أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين سوف يشتد في القارة الأفريقية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتركيز المتزايد من جانب الولايات المتحدة على المعادن الحيوية وسلاسل التوريد الخاصة بها.

تهديد الجماعات الإرهابية قضية جوهرية

وأكد ويبر أن أبرز القضايا التي ستشكل سياسة ترامب تجاه افريقيا، وتأثير فترة رئاسته الثانية، على الدول الإفريقية، هو كيفية تعامل الإدارة الأمريكية، مع التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية، في جميع أنحاء القارة، خاصة نيجيريا ومنطقة البحيرات إذ تهدد قوى الإرهاب المختلفة ليس فقط الاستقرار الأفريقى بل والعالمى.

ورجح ويبر، أن تواجه إدارة ترامب الثانية هذه التهديدات بقوة وصرامة، من خلال تعزيز القيادة الأمريكية في أفريقيا ومساعدة جهود مكافحة الإرهاب.

ومن المهم الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة ترامب، والتي ستتولى مهامها في يناير المقبل سوف تضطر على الفور إلى التعامل مع مجموعة من التحديات الأمنية والسياسية التي تجتاح الدول الأفريقية، من الحرب الأهلية السودان إلى انتشار التطرف في منطقة الساحل إلى عدم الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى، وغيرها من القضايا الملحة.

سياسة أكثر عملية تجاه افريقيا

ويتوقع المتخصصون الأمريكيون في الشئون الإفريقية، ذوو الميول الجمهورية أن تتبنى إدارة دونالد ترامب الثانية نهجا أكثر عملية وواقعية وبراجماتية، في التعامل مع أفريقيا.

وسيكون أحد التركيزات الرئيسية لهذا النهج العملي هو البدء في تأمين سلاسل التوريد للمعادن الحيوية في أفريقيا المستخدمة في بطاريات الطاقة الخضراء المستخدمة في المركبات الكهربائية والهواتف وغيرها، إذ قال السفير جيه بيتر فام، المبعوث الأمريكي الخاص السابق لمنطقة الساحل في أفريقيا :"لا يمكن إنكار أن الوصول إلى العديد من المعادن الحيوية التي تمتلكها أفريقيا بوفرة كبيرة أمر ضروري للاقتصاد الأمريكي اليوم وكذلك للتكنولوجيات التي ستقودنا إلى المستقبل، كما أن احتكار سلاسل التوريد لتلك الموارد الاستراتيجية من قبل أي دولة بمفردها، ناهيك عن الصين، يشكل تهديدًا لأمن الولايات المتحدة"، وفقا لموقع "سيمافور".

وأكد الموقع، أن أفريقيا، سواء أكان البيت الأبيض ديمقراطيا أم جمهوريا، لن تكون على رأس أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرا إلا أنها بالتأكيد ارتفعت إلى الصدارة مع تزايد قلق الولايات المتحدة بشأن الأشكال المختلفة للتنافس بين القوى العظمى فى القارة.
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة