من بداية الحمل وحتى يبلغ المولود عامين.. كيف يدعم تقليل الأم للسكر صحة طفلها؟

الجمعة، 08 نوفمبر 2024 03:00 م
من بداية الحمل وحتى يبلغ المولود عامين.. كيف يدعم تقليل الأم للسكر صحة طفلها؟ مولود
كتبت فاطمة ياسر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف دراسة حديثة نشرت في مجلة ساينس، أن النظام الغذائي للأم خلال فترة الحمل قد يؤثر على صحة الطفل مدى الحياة، ووجدت أن تقليل تناول السكر في أول 1000 يوم من بداية الحمل، وحتى عمر عامين للطفل، قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة لدى الطفل، وخاصة مرض السكري، وفقا لموقع indianexpress، وأشار الباحثون إلى أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 انخفض بنحو 35 في المائة، بينما انخفض خطر ارتفاع ضغط الدم بنحو 20 في المائة.

لماذا يشكل السكر مصدر قلق؟

قال الدكتور راجيف كوفيل، رئيس قسم أمراض السكري في زاندرا هيلث كير، إن السمنة هي السبب وراء السكري والسرطان وأمراض القلب، فمن الناحية البيولوجية، يحفز السكر إطلاق الدوبامين، مما يعطي إحساسًا "بالرضا"، و بمرور الوقت، يمكن أن يصبح هذا مسببًا للإدمان، مما يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر.

وأضاف الدكتور كوفيل، أن هناك  اعتقادًا راسخًا أن السكر هو الإدمان الأكبر في هذا العالم،  خلال فترات مثل الحرب العالمية الثانية، قامت العديد من الدول بتقنين السكر بسبب توافره المحدود، و تكيف الناس باستخدام البدائل أو ببساطة استهلاك كميات أقل، و سلطت فترات التقنين هذه الضوء على كيفية تأثير تقليل توافر السكر على العادات الغذائية، وكانت معدلات السمنة أقل بكثير.

ما هي تأثيرات السكر على صحة الأم والطفل؟

وأشارت الدكتورة بونام سيدانا، مديرة قسم حديثي الولادة وطب الأطفال في مستشفى سي كي بيرلا في دلهي، إلى أن أول 100 من حياة الطفل، والتي تشمل 40 أسبوعًا من الحمل (حوالي 280 يومًا) وأول عامين من الحياة (حوالي 730 يومًا)، تشكل أهمية بالغة لنمو الطفل،  وهذه الفترة ضرورية للتغذية المثلى، وقد أعادت الأبحاث الحديثة تركيز الاهتمام على تأثير تناول كميات كبيرة من السكر أثناء الحمل.

وتعزز النتائج فكرة أن الإفراط في تناول السكر أثناء الحمل، وخاصة بين الأمهات اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو يستهلكن سكرًا أكثر من الموصى به، يمكن أن يكون له آثار  على صحة الأم والطفل.

ولقد أدرك خبراء الصحة العامة منذ فترة طويلة أهمية تحسين التغذية في أول 1000 يوم من الحياة، وربطوا بين صحة الأم والتغذية والتطور المعرفي على المدى الطويل، وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وقضايا نمط الحياة في مستقبل الطفل. إذا كانت الأم تعاني من زيادة الوزن قبل أو أثناء الحمل، فهناك خطر متزايد للإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم والسمنة عند الأطفال حديثي الولادة. ومن المرجح أن يتعرض الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن لمضاعفات، مثل الحاجة إلى الولادة القيصرية أو الولادة باستخدام الأدوات.

وعلاوة على ذلك، إذا تناولت الأم أطعمة مصنعة عالية السكر، فقد "تحرم نفسها وطفلها من العناصر الغذائية الأساسية الأخرى، مما يؤثر على صحتهما.

وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المعرضين لمحتوى عالٍ من السكر في الرحم معرضون لخطر متزايد للإصابة بالسمنة والحساسية والأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق من الحياة.

وتمتد أهمية صحة الأم إلى ما هو أبعد من الحمل. إن اتباع "نهج دورة الحياة" في التعامل مع صحة المرأة أمر ضروري، بما في ذلك تعزيز النظام الغذائي الصحي، وضمان التطعيم، وإجراء فحوصات ما قبل الحمل لتحديد أي مشاكل ومعالجتها في وقت مبكر.

فأثناء الحمل ، يمكن للإرشادات المتعلقة بالأكل الصحي، مع التركيز على الأطعمة الطازجة والحبوب الكاملة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أن تحسن النتائج بشكل كبير.

كما أن الرضاعة الطبيعية، خلال الأشهر الستة الأولى، ضرورية أيضًا لمناعة الطفل ونموه العصبي وصحته على المدى الطويل، وتظهر الأبحاث أن الأمهات اللاتي يتبعن أنماط حياة أكثر صحة أثناء الحمل أكثر عرضة للرضاعة الطبيعية. وبمجرد أن يبدأ الطفل في تناول الأطعمة شبه الصلبة، يجب أن يظل التركيز على الأطعمة الطازجة المطبوخة في المنزل، مع المحليات الطبيعية مثل الفواكه والمكسرات بدلاً من السكريات المصنعة،  فذلك يساعد في دعم العادات الصحية لدى الشابات والأمهات والرضع.
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة