تستمر الحرب في أوكرانيا لأكثر من عامين ونصف، مع استمرار التداعيات التي تمر بها أوروبا ، والتي من بينها الطاقة والاقتصاد بالإضافة إلى الانفاق العسكرى، وذلك بالتزامن مع الاستعداد للحزمة الـ 15 من العقوبات ضد روسيا.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحفى في كييف ،"نحن نجهز الحزمة الـ15 من العقوبات ضد روسيا، ويجب علينا تشديد الإجراءات ضد التحايل على القيود"، مضيفا أن"بعثة الاتحاد الأوروبي بصدد تدريب 75 ألف عسكري أوكراني خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي لا يوجد فيه توافق على نقل المهمة إلى الأراضي الأوكرانية"، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وأشار جوزيب بوريل إلى أن مسألة القدرة الدفاعية لأوروبا ظهرت على خلفية الصراع بين أوكرانيا وروسيا، لافتا إلى أن نموذج الدفاع الذي كان سائدا هو "الإقلال من الشيء أفضله"، لأن الجميع كانوا يفكرون دائما في زيادة الرواتب التقاعدية، إلا أن الأزمة الأوكرانية جعلت الأوروبيين يفكرون في ضرورة أن يكون لديهم مزيد من القوة للدفاع عن أنفسهم أيضا.
فجوة شديدة في الترسانة العسكرية للدول الأوروبية
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة لاراثون الإسبانية، فإن الترسانة العسكرية للدول الأوروبية تعاني فجوة "شديدة" بسبب الحرب في أوكرانيا ، كمال يتعين على الاتحاد الأوروبى أن ينفق المزيد في هذا القطاع ،ووفقا للتقارير الأخيرة فإن أوروبا أصبحت تفتقر إلى العدد الكافى من الأفراد العسكريين والقدرات الدفاعية لحماية نفسها من الهجمات الخارجية.
بعد فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة، يتساءل الكثيرون في القارة عما إذا كان القطب الجمهوري سيواصل دعمه العسكري لأوكرانيا ويدعو إلى تعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) إن القوات المسلحة الأوروبية الرئيسية "لا تزال تعاني من نقص في العدد، ولا يزال الكثير منها يفقد قواته دون تشجيع الأجيال الشابة بشكل كاف على المشاركة".
وفي حين "زاد أعضاء الناتو الأوروبيون إنفاقهم بنسبة 50%" منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، كشفت حرب أوكرانيا عام 2022 عن العديد من نقاط الضعف في قدرة أوروبا على ضمان أمنها. وتشير الدراسة إلى أن الترسانة "تم تخفيضها بشدة منذ نهاية الحرب الباردة"، كما "تقلصت صناعة الدفاع في أوروبا".
وكان بوريل أشار إلى أن المفوضية الأوروبية اقترحت توسيع المساعدات لأوكرانيا بمقدار 35 مليار يورو، وهي حزمة تشمل الأصول الاقتصادية مثل "القدرة على توليد الكهرباء وإنتاج الطاقة"، موضحا أن "إحدى الدول الأعضاء تستولي على محطة للطاقة وتقوم بتفكيكها وإرسالها إلى أوكرانيا لإعادة بنائها على الأراضي الأوكرانية، لكن في الوقت نفسه يتعين علينا توفير قدرة الدفاع الجوي لمنع" تدميرها.
وأضاف الدبلوماسي الإسباني أنه في نهاية فترة ولايته، في غضون أسابيع قليلة، سيقدم التقرير التالي حول توسيع الاتحاد الأوروبي إلى المفوضية الأوروبية، "حيث سنقيم التقدم الذي أحرزه مرشحونا، وخاصة أوكرانيا".
تحذيرات اقتصادية
وجاءت العديد من التحذيرات من خطر يواجه أوروبا اقتصاديا كأحد تداعيات حرب أوكرانيا، وحذر فيكتور أوربان، مجددا، بأن الاتحاد الأوروبى على وشك الدخول فى كارثة اقتصادية عالمية بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، وأكد أوربان، أن غالبية الغرب على وشك تجربة عواقب خسارة الحرب، في إشارة إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وفي حديثه لمحطة إذاعة كوسوث المجرية، قال أوربان، إن دول أوروبا متورطة بعمق في صراع لا تسعى إلى حله، بل إلى إدامته، وعلى الرغم من الدعم العسكري الذي تحظى به أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي بلغ ما يقرب من 200 مليار دولار من الإنفاق على الأسلحة، فقد حافظت المجر على موقف الحياد.
وشدد أوربان على أنه على الرغم من مواجهة ضغوط من بروكسل، إلا أن بودابست لا يزال لديها مجال للمناورة في سياستها الخارجية، وهو ما يتناقض مع وحدة معظم الدول الغربية بشأن هذه القضية، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
كما حذر صندوق النقد الدولى، من استمرار الحرب حيث إن ذلك يولد ضغوطا على الإنفاق ويوجد احتياجات تمويلية إضافية.
أزمة الطاقة
وتعتبر الطاقة من أكبر التداعيات التي تؤثر على أوروبا بسبب حرب أوكرانيا ، وزادت أسعار الغاز في أوروبا تسجل أعلى مستوى في نحو عام ، وتجاوزت مستوى 500 دولار لكل ألف متر مكعب، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية نوفمبر 2023، وعلى الرغم من أن مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي تصل إلى 90% واستمرار تقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية
وأكدت هيئة تنظيم الطاقة في النمسا أن منشآت تخزين الغاز في البلاد ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى ممتلئة بنسبة تزيد عن 90 %، وذكر بيان للهيئة اليوم، الخميس، أن حاجة البلاد من الغاز الطبيعي مؤمنة لموسمي الشتاء المقبلين، وذلك بالرغم من الالتزام بتقليل تدريجي لاستيراد الغاز الروسي، وأكدت أنه لن يكون هناك نقص في الغاز في النمسا.
وقالت الهيئة إن الإجراءات العديدة التي تم اتخاذها في النمسا ستضمن تأمين إمدادات الغاز لفصلي الشتاء المقبلين حتى وإن أوقفت شركة " غاز بروم " الروسية عمليات التسليم .
وأضافت أنه جاري تزويد النمسا بالغاز الطبيعي السائل عبر ألمانيا وإيطاليا بدلا من الغاز عبر خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا.
يشار إلى أن النمسا ودول الاتحاد الأوروبي التزمت منذ وقوع الحرب الروسية على أوكرانيا بإنهاء الاعتماد تدريجيا على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي .
ينتقد المزارعون واردات الحبوب الأوكرانية ويطلبون من الاتحاد الأوروبي الحماية
ومن ناحية آخرى ، كان اتحاد النقابات الزراعية دعا إلى احتجاج جديد في ميناء سانتاندير ويسلط الضوء على أن "أكثر من نصف" الحبوب التي يستوردها الاتحاد الأوروبي من أوكرانيا متجهة إلى إسبانيا فقط دون الدول الأخرى,وطالب المزراعون اتخاذ تدابير وقائية ضد ما يعتبرونه الدخول المفرط للحبوب من أوكرانيا، احتجاج مشابه جدًا سبق أن سافر عبر دول أوروبية أخرى وأدى إلى الموافقة على المساعدات الاقتصادية.
وتماشيًا مع نظرائهم البولنديين والرومانيين، يطالب اتحاد النقابات بتطبيق التدابير الوقائية أو التعويضية.