خالد الشريف

مطاردة الشهامة فى شوارع القاهرة

الجمعة، 10 أكتوبر 2008 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مطاردات مثيرة شهدتها شوارع وسط القاهرة يوم السادس من أكتوبر؛ للحيلولة دون مناصرة الشعب الفلسطينى المحاصر فى غزة.. وتحولت منطقة وسط البلد إلى ثُكْنَةٍ عسكريةٍ لمنع قوافل فكِ الحصار عن الفلسطينيين، وقد غابتْ ملامح الاحتفال بذكرى انتصار السادس من أكتوبر العظيم- العاشر من رمضان-، وتَجَلَّتْ ملامح العار الأسود فى مطاردة واعتقال المصريين الذين هَبُّوا لنجدة إخوانهم!

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل تم توسيع الإرهاب الأمنى لإجهاض أى تحركات شعبية تسعى لتسيير قافلة لفك الحصار عن غزة، كما حدث أمام النادى الأهلى بمدينة نصر، ومدخل مدينة الإسماعيلية، والعريش، ومعبر رفح؛ حيث تم اعتقال العشرات من الصحفيين والشباب، من بينهم محمد عبد القدوس ومجدى أحمد حسين.. وكأننا فى ساحة حرب!! ويبدو أنّ السواعد لا تقوى ولا تشْتَدُّ إلا على أبناء هذا الوطن من الشرفاء؛ فالقوات التى حاصَرَتْ وسط القاهرة كانت تكفى لتحرير فلسطين، وكان الأجدر بها أن تتوجه لفك الحصار عن غزة، بدلًا من أنْ تُشَارِكَ فى حصارها..!

والغريب فعلًا أنّ النظام المصرى أصبح غير مستطيعٍ أن يحدد مواقفه، هل هو فى خانة القضية الفلسطينية، أم فى خانة الكيان الصهيوني؟! أليس من حَقِّنَا-بل من أبسط حقوقنا- كمصريين؛ التعبير عن رأينا فى مناصرة الشعب الفلسطيني، والذى يُعَانِى الحصار، والجوع، ونقص الحاجات الضرورية للحياة..؟!

أليس من حقنا تقديم يد المساعدة والعون له؟! فضلًا عن أنّ معبرَ رفح معبر مصرى، يخضع للسيادة المصرية، ولا يعمل وَفْقَ تعليمات وأوامر إسرائيل، فكيف نسمح لأنفسنا أن نغلق هذا المعبر، وهو يُمَثِّلُ شريان الحياة الوحيد للفلسطينيين فى غزة، ونترك العالقين على الجانبين شهورًا، وفيهم المرضى والنساء والأطفال؟!

وإذا كانت الحكومة فقدت المروءة والشهامة فى نجدة الفلسطينيين المحاصرين فى غزة، فلماذا تَمْنَعُ وتطارد وتعتقل أهل الشهامة الذين هبوا لنجدة إخوانهم؟! إن الالتزام الدينى والأخلاقى، والسياسى، والجغرافى، والأمنى، والإنسانى، (وما شئت من مقتضيات وعوامل!) يحتم علينا نجدة هؤلاء المحاصرين، وإلا فالعار يلاحقنا على مر التاريخ؛ لأن الجميع يعلمون أن حصار غزة لا غرض له إلا كسر روح المقاومة ضد الكيان الصهيونى، من خلال تفجير الأوضاع فى القطاع؛ لإحراج حكومة حماس، وإظهار فشلها، وعدم قدرتها على إدارة الأمور.

نحن نَرْبَأُ بحكومتنا-وهى حكومةٌ وطنيةٌ- أن تلعب أو تشارك فى هذا الدور القذر لكسر روح المقاومة لدى الشعب الفلسطينى، والذى نعتقد أنه قادرٌ بذاته على اجتياز هذه المحنة والتغلب على الحصار والصمود من أجل استعادة أرضه وكرامته، ولكن إذا توفرت له الفرصة، وأتيحت له الأدوات.. والله غالِبٌ على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة