خالد الشريف

انهيار أمريكا.. متى وكيف؟!

الجمعة، 17 أكتوبر 2008 10:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأزمة الماليّة والاقتصاديَّة الطاحنة التى تعتصر الولايات المتحدة الأمريكية، وتكاد تعصف بها، هى نتيجة طبيعية لسياسة "بوش" الاستعمارية، الذى خاض حرباً صليبية ضد العالم العربى والإسلامى.. مما كبد الإدارة الأمريكية المتطرفة أمولاً طائلة لتمويل حروب التعصب والكراهية، والتى كانت بلا مبرر فى أفغانستان والعراق وغيرهما.. مما كلف الخزانة الأمريكية 60 تريليون دولار، ورغم كل هذه الأموال التى تسببت فى كارثة اقتصادية مدوية، لا يعلم مداها سوى الله، إلا أن هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية والناتو فى أفغانستان أصبحت محققة.
حيث أكد تقرير استراتيجى صدر مؤخرًا، أن حلف شمال الأطلسى والولايات المتحدة سيخسران الحرب فى أفغانستان، كما حدث مع الاتحاد السوفيتى فى ثمانينيات القرن الماضى، والإمبراطورية البريطانية فى القرن التاسع عشر. وفى تقرير وضعه المفكر الاستراتيجى "أنطونى كوردسمان" بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ويحمل عنوان "خسارة الحرب (الأفغانية ـ الباكستانية).. الخطر الصاعد"، أكد فيه أن نفوذ قوات الاحتلال يزداد تراجعاً، فى الوقت الذى يزداد فيه نفوذ المقاومة الإسلامية فى أفغانستان قوة، مقدماً براهين وأدلة تؤكد صحة استنتاجاته.

ويشير التقرير إلى أن الرئيس الأمريكى المقبل "سيواجه تحدياً حيوياً من خلال حرب ـ على الأرجح خسارتها ـ على المستويين السياسى والاستراتيجى، ولا يتم ربحها على المستوى التكتيكى". الغريب أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية" نفسها توافقت فى الرأى مع القيادة الاستراتيجية لـ"منظمة حلف شمال الأطلسى" (الناتو)، وقائد قوات الاحتلال فى أفغانستان الجنرال "ديفيد ماكيرنان"، على أن الحرب فى أفغانستان ـ فى ظل الوضع الحالى ـ تسير نحو الهزيمة المحققة.

ومن العجب.. أن بلداً فقيراً كأفغانستان لا يجد شعبه كسرة خبز لم ينخدع بالشعارات الأمريكية وديمقراطيتها الزائفة، وراح ينخرط فى صفوف المقاومة، مما زاد من معدل الهجمات ضد قوات الاحتلال، والقوات الحكومية الأفغانية الداعمة لها، بنحو 30% حتى نهاية شهر سبتمبر 2008، مقارنة بنهاية شهر سبتمبر 2007.

وبدا من الواضح أن هناك ثلاثة محاور رئيسية تؤثر على الأوضاع فى أفغانستان، وتقف وراء هذا المعدل المرتفع والمتنامى بمرور الوقت، أولها: نشاط المقاومة الإسلامية الأفغانية، المتمثلة فى حركة طالبان، وتطوير الحركة لأساليب مقاومتها ضد قوات الاحتلال. أما المحور الثانى: فيتمثل فى السياسات والاستراتيجيات الخاطئة التى تتبعها الولايات المتّحدة، وقوات الناتو فى ضرب واعتقال المدنيين الأفغان، وعدم وجود تنمية حقيقية لأفغانستان، وتبخر الوعود الأمريكية لإعمار أفغانستان، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية فى الحزام العشائرى الفاصل بين باكستان وأفغانستان، والذى يُعتبر بؤرة داعمة ومساندة للمقاومة الإسلامية فى أفغانستان.

كرزاى ـ الرئيس الموالى للاحتلال ـ خسر كل رصيد يمكن أن يجعله قادراً على كسب ثقة الشعب الذى يرزح تحت نير الاحتلال، ويعانى من جرائم دموية ترتكب بحقه بشكل يومى.
وبدلاً من أن تحاول واشنطن تدارك هذا الخطأ الاستراتيجى، وتتصرف بشكل حاسم وعملى أخفقت فى الوفاء بوعود قطعتها على نفسها، من تحسين أوضاع معيشة الشعب الأفغانى ومساعدته فى بناء اقتصاده.

وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "مادلين أولبرايت" صرحت فى وقت سابق، أن أمريكا ستعانى من هزيمة فى العراق وأفغانستان أسوأ من هزيمتها فى "فيتنام" على حد قولها.. مؤكدة أن بوش أساء إلى سمعة الولايات المتحدة الأمريكية فى العالم كله، بعد احتلاله للعراق وأفغانستان، وتدخله المستمر فى الشئون الداخلية لدول الشرق الأوسط.

من الواضح أن أمريكا كتبت شهادة وفاتها كإمبراطورية كبرى، ودولة عظمى عندما احتلت أفغانستان والعراق!! وخسرت مادياً كثيراً، وسوف تخسر ما لم تتدارك ذلك بالانسحاب السريع، وتتعلم أن الشعوب الصغيرة قادرة على الوقوف فى وجهها، ولن تأخذها بالأحضان والقبلات عندما تحتل ديارها وتنهب ثرواتها.. بل ستدافع بكل شراسة عن أرضها وتراثها.. ولا تستعجب أن تلحق بها الهزيمة فـ {إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.. وكم أفسدت أمريكا؟!! وكم علت؟!! وتجبرت؟!! على شعوب العالم.. ولذلك النهاية حتمًا ستكون وخيمة والعاقبة هزيمة نكراء..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة