حمدى الحسينى

من قتل عدو إسرائيل الأول؟

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008 11:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد الإعلان عن مصرع الزعيم النمساوى الشهير "يورج هايدر" فى حادث سير قبل أيام، تذكرت على الفور عدائه التاريخى لليهود وإسرائيل، كما تذكرت أيضاً موقفه من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، عندما طالب المجتمع الدولى بمحاكمة قادة إسرائيل أمام المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمى حرب، بعدها هبت عليه عاصفة من الاحتجاجات الإسرائيلية الرسمية، وأعلنت الهيئات اليهودية والصهيونية الحرب عليه، وراح بعضها يطالب باغتياله فيما اكتفى البعض الآخر بمحاكمته بتهمة معاداة اليهود على الطريقة الفرنسية التى حوكم بها المفكر الفرنسى روجيه جارودى.

الأصوات اليهودية المعتدلة فى العالم اكتفت بأن يقدم هايدر اعتذاراً علنياً لليهود.. بيد أن الإعلام النمساوى انقسم تجاه التعامل معه وكذلك الرأى العام الأوروبى الذى وقف عاجزاً أمام عقدة اضطهاد اليهود المعلقة فى رقبة كل أوروبى.

اللافت أن هايدر رفض الابتزاز والتهديد الإسرائيلى اليهودى كما رفض الاعتذار وفضل الاستقالة من رئاسة كبرى المدن النمساوية، رغم فوزه بالمنصب بأغلبية الأصوات فى انتخابات حرة إلا أنه سجل موقفاً نادراً ما تعرف أوروبا له مثيلاً فى وجه الضغط اليهودى، حيث فضل التضحية بمنصبه عن الاستجابة للابتزاز.

رغم أن تحقيقات الشرطة النمساوية لم تثبت أى شبهة جنائية فى حادث مصرع هايدر.. إلا أن شكوكاً قوية تخيم على الحادث، خاصةً أن النمسا بالتحديد لديها نظام نموذجى لضمان منع حوادث السير، كما أن نظام الإنقاذ والإسعاف يتمتع بدرجة عالية من الدقة، لدرجة أنها تعتبر أقل دول أوروبا والعالم فى عدد ونوعية حوادث الطرق.

المفارقة أن السياسى المثير للجدل فارق الحياة عقب وقوع الحادث بدقائق معدودة بعد تهشّم عموده الفقرى وإصابته بجروح خطرة فى الرأس والصدر، وفشلت كل جهود إنقاذ حياته.
أتوقع أن ينضم حادث مصرع زعيم اليمين النمساوى الشهير يورج هايدر إلى قائمة الحوادث الغامضة التى تم قيدها ضد مجهول وستظل كذلك إلى الأبد، فالحادث الذى أودى بحياة هايدر عدو إسرائيل الأول فى أوروبا يشبه إلى حد كبير حادث مصرع الأميرة ديانا وصديقها المصرى عماد الفايد فى أحد أنفاق فرنسا عام 1997.

المؤكد أن النمسا خسرت كثيراً بسب غياب واحد من أهم ساستها باعتباره أصغر عضو ببرلمانها، وحقق فى عمره القصير 58 عاماً، إنجازات سياسية ملموسة بعد أن تزعم حزب «الحرية» عام 1986، رغم اختياره السير ضد التيار العام فى أوروبا كلها من خلال المجاهرة بمعاداة اليهود ودولتهم.. إلا أنه نجح فى تعميق ثقة الناخبين وحصل على أغلبية الأصوات فى انتخابات عام 2000، مما أشعل ثورة فى إسرائيل بعد انضمام (حزب الحرية) بقيادته إلى الحكومة النمساوية فى ذلك الوقت إلا أن الاتحاد الأوروبى فرض عقوبات جزئية على بلاده وسحبت إسرائيل سفيرها من النمسا وجمدت علاقاتها الدبلوماسية معها، حيث جرت ملاسنات علنية عديدة بينه وبين رئيس الجالية اليهودية فى النمسا، بعد أن تندر على شارون فى وسائل الإعلام التى نقلت عنه استغرابه إطلاق اسم "آريل"، وهو مسحوق للغسيل، على "أشخاص بهذه القذارة!!".

فى المقابل، عُرف هايدر بأنه صديق للعرب على رغم ما كان يشنّه من حملات داخلية ضد تنامى أعداد المسلمين والمهاجرين العرب إلى النمسا ودعواته إلى تقليص حقوقهم، وعرف بصداقته الشخصية مع سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى معمّر القذافى، ومع الرئيس العراقى السابق صدام حسين الذى زاره فى بغداد مرتين عام 2002 خلال فترة الحصار على العراق.

بعيداً عن نظرية المؤامرة المعلقة فى رقاب العرب دائماً، هناك سؤال حول دور إسرائيل فى حادث مصرع هايدر عدوها الأول فى أوروبا، وهل الحادث قضاء وقدر؟!.. أم هو حادث مدبر تقف خلفه أجهزة مخابرات أرادت التخلص منه بعد أن عاود الظهور على ساحة السياسة الأوربية من جديد فى ضوء الفوز الذى حققه حزبه فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى سبتمبر الماضى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة