طارق عجلان

رؤية استراتيجية

أراب أمريكان

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الولايات المتحدة الأمريكية يطلق على الزنوج والسود عموما لقب أفريكان أمريكان, أى رعايا أمريكان من أصل أفريقى، يقال هذا تأدبا (أدب مصطنع فى الحقيقة) عوضا عن نعت الواحد منهم بالزنجى القذر، رغم أن السود, الموصومين أفريقيا, ليست لهم أدنى علاقة بالقارة السوداء, ومقطوعى الصلة تماما بها، على المستويين المادى والروحى، لا هم أفارقة ولا هم أمريكان كلية، رغم الضجة الكبيرة التى تحيط بالمرشح الأسود الأقرب إلى دخول البيت الأبيض باراك أوباما.

العرب الأمريكيون، أو بالأحرى الأمريكيون العرب، يعيشون الآن وضعا قريبا من وضع مواطنيهم من ذوى الأصول الأفريقية, لا هم عرب ولا هم أمريكان، ولا حتى أراب أمريكان. بل أسوأ، لأنهم لا يجمعهم لوبى مؤثر، لماذا..؟ لأنهم ممزقون، وعاجزون عن مجاراة اللاعبين فى مباراة السياسة والانتخابات الأمريكية, صاروا براجماتيين حتى النخاع، يحصون مكاسبهم كأقلية من أى انتخابات تجرى هناك، ربما على حساب فكرة القضايا العربية وطرحها أمريكيا.

ما الدليل على ذلك؟
أدلة كثيرة، ليس أولها آخر استطلاعات الرأى التى تؤكد زيادة تأييد العرب الأمريكيين للحزب الجمهورى بدلا من منافسه الديمقراطى فى الانتخابات، والأخير معروف أنه حزب الأقليات بامتياز، ليس هذا فقط بل إنه، كما هو معروف، الحزب الأهون على القضايا العربية والصراع مع إسرائيل من الجمهوريين.

عرب أمريكا جمهوريون إذن؟
لم يصلوا بعد إلى هذا الحد، لكن فى ظل الدعم المتزايد فى صفوفهم للجمهوريين قد يصبحون كذلك فى وقت ما، ويمكن أن يشطح بك الخيال فتتصور بعضهم وقد أصبح من غلاة صقور الجمهوريين فيصيغ مشروعات قوانين فى الكونجرس لشن حرب ما، ضد بلد عربى أو تقسيمه أو فرض عقوبات عليه، وهناك شواهد كثيرة على ذلك فى الآونة الأخيرة.
العرب الأمريكيون ملل ونحل عربية كثيرة : سنة وشيعة وأكراد وأقباط، بل يهود من جذور عربية، اجتماعهم شر، واتفاقهم شر، ربما يجب علينا أن نحمد الله كثيرا إنهم لا يتجمعون فى لوبى أمريكى نافذ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة