صوت شادية صوت «مشرق»، صابح، ينبض بالفرح والشيطنة البريئة، صوت تلميذة شاطرة عائدة إلى منزلها لماذا نحب أن نستمع لديالوجات محمد عبدالوهاب مع ليلى مراد، ورجاء عبده، وراقية إبراهيم؟
هل لأن صوت عبدالوهاب يشد هذه الأصوات؟ لا، فالفرق كبير بين صوته وصوت أى مغنية من هؤلاء المغنيات، وهذا الفرق هو سر إعجابنا بهذه الديالوجات، لأنه يعبر عن اختلاف الشخصيتين، ويسجل ملامح كل شخصية، وهذا يجعلنا نصدق الحوار ونعجب به.
والفرق الذى نجده بين صوت عبدالوهاب وهذه الأصوات، نجده بين صوت عبدالحليم حافظ وصوت شادية، التى شاركت فى بطولة عدة أفلام، هذا الفرق ساعد على نجاح الديالوجات أو الأغانى التى قدماها معاً فى هذه الأفلام، وعبرت عن التوافق الموجود بين الصوتين.
هذا التوافق ليس ناتجاً عن التشابه والتماثل، ولكنه ناتج بالعكس عن التمايز والاختلاف، صوت شادية صوت «مشرق»، صابح، ينبض بالفرح والشيطنة البريئة، صوت تلميذة شاطرة عائدة إلى منزلها لتلعب بعد يوم دراسى نالت فيه إعجاب المدرسين.
أما صوت عبدالحليم فعلى العكس، صوت «متألم» حزين، لكنه صوت «طبيعى» صادق غير مفتعل، لهذا يتوافق مع صوت شادية ويكمله. وصوت شادية صوت «قاهرى»، ينتمى لحى من أحياء الطبقة الوسطى التى تحررت فيها الفتاة، وتعلمت، وأصبح من حقها أن تعمل، وتشارك فى الحياة العامة، صوت «مفعم» بالأمل، والثقة فى النفس، وهذه الصفات هى التى جعلت صوت شادية من أحب الأصواب إلى كوكب الشرق أم كلثوم.. وعلى العكس من صوت شادية صوت عبدالحليم حافظ، فهو يعبر عن حزن دفين، وميل إلى العزلة والانفراد.
وصوت عبدالحليم صوت «ريفى»، لكنه مهذب، قدراته الطبيعية محدودة، لكن ذكاءه فائق، وشخصيته قوية آسرة، لا يقلد أحداً، بسيط بقدر ما هو مثقف، وصادق. ولهذا كان مقنعا، مؤثراً، واستطاع بهذه الصفات أن يتوافق مع صوت شادية، ويشاركها فى ثلاثة أفلام ناجحة.
أولها فيلم «لحن الوفاء» الذى لعب فيه الاثنان دور البطولة مع حسين رياض، وزوزو نبيل، واشتركا فى أداء أغنية «لحن الوفاء»، من كلمات محمد على أحمد، وتلحين رياض السنباطى.
الفيلم الثانى هو فيلم «دليلة» من إخراج محمد كريم، وغنى فيه المطربان أغنية «إحنا كنا فين» من تلحين منير مراد.
أما الفيلم الأخير فهو «معبودة الجماهير»، وغنى فيه البطلان معاً أغنية «حاجة غريبة» من كلمات حسين السيد وألحان منير مراد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة